“الغارات الأخيرة على لبنان مادلالتها

“الغارات الأخيرة على لبنان مادلالتها

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن “الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مناطق في الضاحية الجنوبية ومدينة صور تكشف عن تعثر العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان”.

وقال الفلاحي أن “الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في الضاحية الجنوبية ومدن جنوبية مثل صور والناقورة، استهدفت بشكل رئيسي المباني السكنية والأحياء المكتظة بالسكان، مما أدى إلى دمار واسع النطاق وتهجير العديد من السكان”.

وأوضح، في تحليله للمشهد العسكري في جبهة لبنان، أن “القصف الإسرائيلي للأحياء السكنية يهدف إلى تهجير السكان وإحداث دمار واسع”، لكنه أشار إلى أن “هذا التكتيك يعكس نفاد بنك الأهداف لدى الجيش الاسرائيلي، مما يعكس حالة الارتباك في الميدان”.

وأضاف الفلاحي، “القصف اليومي للأحياء السكنية الجديدة يشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي غير قادر على تحقيق أهداف المرحلة الثانية من العملية البرية، ما يعكس عجزه الميداني في مواجهة المقاومة”.

وأشار إلى أن “العملية البرية في المرحلة الثانية تواجه فشلاً كبيراً على عدة مستويات، بما في ذلك الخسائر البشرية واللوجستية، حيث تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر تقدر بـ 110 جنود فضلاً عن تدمير عدد من الدبابات، بالإضافة إلى انسحابات متكررة من مواقع القتال، وتسبب هذا الفشل في تصاعد التوتر داخل القيادات العسكرية الإسرائيلية، حيث ظهرت مطالبات بإقالة بعض القيادات البارزة مثل قائد لواء غولاني، بسبب الإخفاقات المتكررة في الميدان”.

وفيما يتعلق بالطبيعة الجغرافية للمناطق اللبنانية، أكد الفلاحي أن “التضاريس الوعرة، بما فيها المرتفعات والوديان، تزيد من صعوبة تحقيق تقدم ميداني للجيش الإسرائيلي”.

وتابع، “الطبيعة الجغرافية تحد من حركة الآليات والمدرعات، ما يضطر القوات الإسرائيلية للاعتماد بشكل أكبر على المشاة، وهو ما يعقد العمليات العسكرية بشكل كبير”.

كما لفت الفلاحي إلى أن “الجيش الإسرائيلي لجأ إلى تغيير محاور الهجوم، خاصة في مناطق مثل شمع والبياضة، ولكنه فشل في تحقيق أي اختراقات رغم قصر المسافات”، وأوضح أن “حزب الله يعتمد على تكتيكات قتالية تستهدف استدراج القوات الإسرائيلية إلى ما يعرف بـ “منطقة القتل”، مما يكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة”.

وفيما يتعلق بالمناطق الأخرى مثل بنت جبيل والخيام، أشار إلى أن “العمليات العسكرية في تلك المناطق شهدت تعثرًا واضحًا، حيث تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة، ما أدى إلى انسحابات متكررة”، وأكد أن “استمرار هذا التعثر قد يؤدي إلى توقف العمليات البرية مؤقتاً لإعادة التنظيم، وهو ما يعكس حالة من الضعف في التخطيط والتنفيذ من قبل القيادات العسكرية الإسرائيلية”.

وذكر الفلاحي أن “هذا الفشل في تحقيق اختراقات ميدانية قد يشير إلى ضرورة إعادة تقييم الاستراتيجية العسكرية، وقد يتطلب تغيير التكتيك المتبع في العمليات البرية في لبنان”.

الجزيرة

Exit mobile version