50% هو احتمال الوصول إلى تسوية… وإليكم من يلزم نتنياهو بوقف الح ر ب
غادر الموفد الأميركي آموس هوكشتاين تل أبيب بعد جولة مفاوضات لم تفضِ على ما يبدو إلى تفاهم على الاتفاق الذي حمله من بيروت حول الورقة التي وافق لبنان على معظم بنودها ووضع ملاحظاته عليها، فما الذي تحمله الأيام المقبلة لا سيما أن التصعيد اليوم سيد الموقف؟
ويرى الصحافي والمحلل السياسي سركيس أبو زيد، أننا “في مرحلة سباق، وبالتالي كافة الاحتمالات واردة ولا يمكننا ترجيح احتمال على الآخر، على اعتبار أن لكل احتمال شروطه وظروفه”.
وفيما يتعلق بضرورة وقف إطلاق النار، يوضح أن “الولايات المتحدة الأميركية تحاول الوصول له لأنها لا تريد الدخول في حروب وهي كانت وعدت بإيقاف الحروب”.
وفي هذا الإطار يشدد أبو زيد على نقطة هامة، وهي أن “الوضع داخل إسرائيل لم يعد يمكنه تحمل حرب طويلة، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه استراتيجية وهي “استمرار الحرب المستمرة” وذلك لاستفادته من الحرب وإقامة تعبئة داخلية ليرد على قرار المحكمة الدولية وعلى المشاكل الداخلية”.
ولكنه يشير إلى أن “المؤسسات العسكرية والأمنية في إسرائيل غير متحمسين كثيرًا للحرب بسبب كلفتها العالية، كما أن هناك ظروفًا داخلية لا تسمح بذلك، إضافة إلى تأثر الوضع الاقتصادي الإسرائيلي بالحرب، فالوضع الزراعي متراجع كما أن هناك الكثير من المعامل التي أُغلِقت، إذاً هناك ضغط داخلي من أجل التوصل إلى حل، لا سيما أن السقف الذي يطرحه نتنياهو لا يتحقق إلا من خلال إبادة أهل غزة، ولكن هذا الأمر من غير الممكن تحقيقه فحماس ليست تنظيمًا بل شعبًا”.
من هنا، يعتبر أبو زيد أنه “كي يتحقق الأمان ويتمكن نتنياهو من إعادة المستوطنين فهو بحاجة إلى اتفاق سياسي، وهو متعثر، ولكن في المقابل الضغط السياسي عليه من الممكن أن يدفعه إلى السير بعملية التسوية، ومن جهة أخرى لبنان يريد السلام ومؤخرًا فإن حزب الله وأمينه العام الجديد فتح بابًا وأوحى أنه لن يكون ضد أي اتفاق يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري والدولة”.
ويلفت إلى أنه “ضمنيًا حصل فصل مسارات من دون الإعلان عن ذلك، كما أن الحزب خفف كثيرًا من مطالبه من دون الإعلان أيضًا، فالباب الذي فتحه بشأن وقف إطلاق النار في حال وافقت الدولة يساعد على الحل السياسي، كما أنه هو كتنظيم لا يزال يقاتل ويدافع بمعنى أنه حاضر للحرب، لكنه ترك بابًا للسلم، وتقريبًا إسرائيل تتحدث اللهجة نفسها فتعلن موافقتها لوقف إطلاق النار وتفوض أميركا، إلا أنها في الوقت عينه لم تستطع بعد الوصول إلى الشروط والأهداف المتطرفة التي كانت تريدها”.
ومن هذا المنطلق، يرجح أبو زيد “وجود باب ما بين استمرار الحرب وبين وقف إطلاق النار”.
هذا ويلفت أبو زيد إلى أنه “في حال توقفت الحرب ماذا سيقول نتنياهو للإسرائيليين عن الأهداف التي حققها، فهو وعدهم بأنهم سينهي حماس وحزب الله ولكنه لم يفعل ذلك”. أما حول ما يعتبره الإسرائيلي انتصارًا باغتياله معظم القادة والتوغل الحاصل والتدمير، فيرى أبو زيد أن “ذلك لا يكفي نتنياهو، وأكبر دليل على ذلك هو استمرار الحرب، ولكن يجب التنبيه إلى أنه رغم قتل القيادات فلا يزال حزب الله يقصف على عمق 100 كلم”.
وعن موعد انتهاء الحرب، يوضح بأن “البعض يعتبر أنه مع استلام ترامب من المرجح إنهاء الحرب الدائرة فهو وعد بذلك، ولكن لا أحد بإمكانه التحكم بالمطلق في التطورات السياسية والأحداث، كما أنه خلال الأحداث دائمًا هناك توازن ما بين السلبي والإيجابي، ففي حال لم تتوقف الحرب فالأزمة الداخلية لنتنياهو تتزايد وكذلك الأوضاع الاقتصادية فإسرائيل تختلف عن غيرها من الدول فهي ذات نظام رأسمالي بحاجة إلى استقرار وأمان، وشعبه يحب السلام والحياة وكل هذه العوامل ستشكل ضغطًا، الإسرائيليون غير معتادين على الحروب والنزول إلى الملاجئ مجرد سقوط صاروخ”.
وفي الختام، يرجح وجود “50% من احتمال التوصل إلى حل، لا سيما أنه لم يكن أحد يتوقع أن يلين حزب الله قليلاً، ولا يستبعد أن يكون هذا اللين من باب المناورة إلا أنه يلتزم بكلامه كما أنه لم يتطرق عن شرط السلام في غزة فهو فتح بابًا للتسوية السياسية”.