اليكم في أي مرحلة أصبح توقيع الاتفاق

اليكم في أي مرحلة أصبح توقيع الاتفاق

“تكتيك” متوقع تعتمده إسرائيل، بالنار، لنسف أي محاولات للتهدئة، وليست ضربة البسطة في عمق بيروت، سوى إشارة إلى التصعيد الذي تستكمل إسرائيل انتهاجه، لضمان رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو تعزيز أوراقه التفاوضية.
وفي هذا الإطار، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الى أن “الجيش الإسرائيلي ضرب 70% من قدرات حزب الله الصاروخية”، مؤكدا أن “تطبيق الاتفاق مع لبنان أهم من الاتفاق بحد ذاته”.
وبعد استهداف بيروت، تُطرح تساؤلات عن مدى تأثير ذلك على مسار المفاوضات، بينما بدأ الاعلام الإسرائيلي يسلط الضوء في تقاريره على مرحلة ما بعد الحرب، وأي تهديدات سيحتفظ بها حزب الله على “أمن إسرائيل”، وهو ما سيتطلب “جهداً إستخباراتياً ستكون كلفته مرتفعة للغاية”، بحسب ما أشارت إليه صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقرير صدر عنها اليوم السبت.

وأفادت الصحيفة بأنّه في حال تم التوقيع على الاتفاق “الذي أصبح بحسب التقديرات الآن في مراحل متقدمة من التنفيذ”، فإنّه من المرجح أن تبدأ “عملية استعادة القرى اللبنانية القريبة من الحدود الإسرائيلية، بعد وقت قصير من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ”.

بنية تحتية جديدة
ولفتت الصحيفة إلى أن سكان القرى اللبنانيين، الذين يعيشون الآن “لاجئين” في وسط وشمال لبنان، سيحاولون العودة في أسرع وقت ممكن إلى منازلهم، وبعد فترة وجيزة سيبدأون في إعادة تأهيلها بفعل المساعدات الإيرانية والدولية. وعلى ضوء ذلك، اعتبرت الصحيفة أنّه “انطلاقا من التجارب الماضية، الحزب  سيحاول الاستفادة من أعمال البناء والإعمار ليس فقط في جنوب لبنان، بل في كل لبنان، سواء في منطقة بيروت أو في منطقة البقاع، من أجل إنشاء بنى تحتية جديدة”.

وبما يختص بأعمال لجنة المراقبة، أشارت الصحيفة إلى أنّه سيكون على “إسرائيل أن تثبت للجنة، التي سيتم تشكيلها كجزء من اتفاقية وقف إطلاق النار، أن هناك بالفعل خروقات”، لافتة إلى أن هذه اللجنة ستحتاج بالتأكيد إلى أدلة دامغة قبل مطالبة لبنان بإزالة هذه الانتهاكات.

جهد إستخباراتي
ولمنع هذه التهديدات وتحديدها و”ازالتها في الوقت المناسب”، رأت الصحيفة أنّ ذلك “سيتطلب بذل جهد استخباراتي واسع النطاق ومستمر، وستكون تكلفته مرتفعة للغاية”، مشيرة إلى أن “الحاجة إلى هذا الجهد الاستخباراتي تنبع من الدرس المرير الذي تعلمناه بعد حرب لبنان الثانية”.

وقالت الصحيفة إنّه “حتى لو قام الجيش الإسرائيلي ببناء نظام دفاعي قوي للغاية، إذا لم يكن لدى الاستخبارات الإسرائيلية القدرة على ملاحظة انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار، سيعود حزب الله، في غضون سنوات قليلة، ليكون كما كان وربما أسوأ”.

توازياً، ذكر الصحافي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، روعي كايس، أن مستوطني الشمال “يسمعون مجدداً عن تقدّم في المفاوضات، وعن اندفاع إسرائيلي نحو التوصّل إلى تسوية، لكن في الوقت نفسه، يجدون أنفسهم يعيشون بين الإنذارات”.

استطلاع رأي إسرائيلي
على صعيد متصل، أظهر استطلاع رأي، أجرته القناة 12 الإسرائيلية أنّ أكثر من نصف الإسرائيليين (54%) يؤيّدون وقف الحرب في لبنان، بينما 24% يعارضون ذلك، و22% غير متأكدين من موقفهم. وفي الاستطلاع جاء أنّ أغلبية كبيرة تؤيد تشكيل لجنة تحقيق حكومية في أحداث 7 تشرين الأول 2023، بلغت 79% من نسبة المشاركين، و8% فقط يعارضون ذلك، و13% غير متأكدين.

وسُئل المشاركون في الاستطلاع عما إذا كانوا يثقون في الطريقة التي تدير بها الحكومة الإسرائيلية الأمور، وأجاب 64% منهم أنهم لا يثقون بالحكومة، فيما 30% يثقون، أمّا بين ناخبي الائتلاف فقط فقد جاءت النتائج عكسية، بحيث 61% يثقون بالحكومة مقابل 30% لا يؤمنون بها.
وفيما يتعلق بمسألة تقييم الشخصيات السياسية المناسبة لمنصب رئاسة الوزراء، فحصل بنيامين نتنياهو على تأييد 38% مقارنةً بزعيم المعارضة يائير لابيد الذي حصل على 28%.
وعندما جرت المقارنة بين نتنياهو وعضو “الكنيست” بيني غانتس، حظي نتنياهو على تأييد 37%، وغانتس على دعم 29% من المشاركين في الاستطلاع.

قدرات الحزب
على جانب اخر، وتحديداً على مستوى قدرات حزب الله العسكرية، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن معهد ألما الإسرائيي، تأكيده انه “قد تنشر أسلحة من فئة الماس في كل الجبهات التي يتمركز بها وكلاء إيران”. كما نقلت الصحيفة عن خبراء أسلحة، زعمهم ان “حزب الله استولى على مجموعة من صواريخ سبايك الإسرائيلية عام 2006 وتم شحنها لإيران”. واشارت الصحيفة إلى أنّ إيران عدلت صواريخ سبايك “وأسمتها الماس واستخدمها حزب الله بعد 18 عاما لضرب أهداف إسرائيلية”.

وميدانياً، لا تزال المواجهات مستمرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على أكثر من جبهة. من جهته أعلن الحزب أنّ مقاتليه استهدفوا تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام بصليةٍ صاروخية. وبعد رصد تحركات لقوات إسرائيلية تحاول التقدم باتجاه بلدة البياضة، اشتبك مقاتلو الحزب عند الأطراف الشرقية للبلدة مع القوة المُتقدمة، ‏وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
في المقابل أفادت معلومات أنّ قوات إسرائيلية سيطرت على الجزء الأكبر من بلدة البياضة جنوباً، ولكن حزب الله أعلن في بيان أنّ المواجهات لا تزال مستمرة.

المصدر: المدن

Exit mobile version