فيليب سالم يتحدث عن “فرصة” تاريخية… ويحذر: تطبيق الـ 1701 بمفرده “كارثة”

فيليب سالم يتحدث عن “فرصة” تاريخية… ويحذر: تطبيق الـ 1701 بمفرده “كارثة”

بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال، وجه الباحث والمفكر اللبناني والمتخصص في معالجة أمراض السرطان، البروفيسور فيليب سالم، رسالة إلى جميع المنظومات السيادية اللبنانية المتواجدة في الانتشار اللبناني، في سبيل توحيد رؤية مشتركة لأي تسوية يطمح إليها لبنان الذي يمر اليوم بأزمة وجودية وفي مرحلة مفصلية من تاريخه.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”، قال سالم: “نحن أمام محاولة جديدة لتسوية النزاع القائم والحرب بين إسرائيل وحزب الله، وهي مفاوضات تجري بين إسرائيل وأميركا من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، بينما يغيب لبنان كدولة عن هذه المفاوضات. حزب الله أخذ لبنان إلى الحرب، والآن يسعى إلى تسوية تلائمه، لكن لا تلائم لبنان ولا مصلحته”.

وأضاف: “التسوية التي نريدها، والتي يجب أن نطالب بها، يجب أن تحقق رؤية موحدة لجميع اللبنانيين في الانتشار. هذه الرؤية تعتمد أولاً على العودة إلى اتفاق الهدنة لعام 1949، لأنه اتفاق بين دولة لبنان ودولة إسرائيل، وليس كقرار 1701 الذي يربط إسرائيل بحزب الله. اتفاق الهدنة يؤمن لنا السلام والاستقرار الحقيقيين، وهذا ما نحتاج إليه اليوم”.

وتابع: “كفانا حروبًا، لا نريد تسوية تعيدنا إلى حروب أخرى كما حدث في السابق. بعد كل ما جرى في لبنان من موت ودمار وقتال ونزوح، نحتاج إلى تسوية تؤمن سلامًا واستقرارًا دائمين لأمد طويل”.

وأكد سالم, أن “ليس هناك مشكلة في تطبيق القرارات الدولية، ولكن لدينا مشكلة كبيرة مع تطبيق القرار 1701 بمفرده. هذا القرار يعيدنا إلى وضع ما قبل الحرب، وهذا يعني أننا لم نفعل شيئًا على الإطلاق. الحرب وقعت رغم وجود القرار 1701. فكيف يمكن للقرار نفسه أن يضمن لنا استقرارًا طويل الأمد؟”

وأشار إلى أن “القرار 1701 ينص على أن يعود حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وأن تكون المنطقة بين الليطاني والحدود معزولة من السلاح. لكن السؤال الكبير هو: ماذا عن شمال الليطاني؟ سيبقى السلاح مع حزب الله، وسيظل حزب الله يختطف لبنان كرهينة ويضعه في زنزانة في ضاحية من بيروت؟”

وشدد على أن “القرار 1701 وحده كارثي إذا لم يُطبق مع القرارين 1559 و1680”.

ورأى أن “هناك نقطتين أساسيتين في التسوية، بدونهما لن تكون هناك تسوية حقيقية:

أولاً: نزع سلاح جميع الفئات اللبنانية المسلحة، بما فيها حزب الله والجهاد الإسلامي والفلسطينيون، وتجريد هذا السلاح ووضعه في يد الدولة اللبنانية فقط. معتبراً أنه إذا بقي أي سلاح خارج الشرعية اللبنانية، فهذا يعني أن لبنان لن يقوم ولن يكون هناك استقرار.

ثانيًا: وقف تدفق السلاح والمال إلى هذه الفئات المسلحة من إيران ودول أخرى. إذا لم نتمكن من وقف هذا التدفق، فإن أي نزع للسلاح سيكون مؤقتًا فقط، وسيعود الوضع إلى ما كان عليه في أي لحظة.”

وأشار إلى أنه “لتحقيق هذين الأمرين، نحتاج إلى دعم دولي كبير، وأكبر دولة يمكن أن تساعدنا هي الولايات المتحدة الأميركية. واليوم، لدينا فرصة تاريخية. هناك رئيس جديد في أميركا ورئيس جديد في إيران، وكلاهما أعتقد أنهما يريدان السلام”.

وأردف: “لا يجب أن نضيع هذه الفرصة التاريخية، فإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين أميركا وإيران يشمل وقف تدفق المال والسلاح إلى الفئات المسلحة في لبنان، فإننا لن نكون قد حققنا شيئًا”.

وختم سالم بالقول: “نريد هذا الدعم الدولي، وفي الوقت ذاته، نريد من كل الكتل السياسية اللبنانية، سواء داخل لبنان أو في الانتشار، أن تتوحد حول رؤية موحدة لهذه التسوية”. وهذه الرؤية التي يدعو الجميع إلى الالتفاف حولها تشمل: العودة إلى اتفاق الهدنة لعام 1949، ونزع السلاح من جميع الفئات المسلحة., إضافة إلى تجفيف منابع المال والسلاح للفئات المسلحة غير الشرعية. وعندها فقط، سيكون الله معنا ومع لبنان”.

Exit mobile version