كواليس كمين “عيترون”… 14 ساعة من الرعب بين الركام
قبل ثلاثة أسابيع، شهدت قرية “عيترون” الواقعة في جنوب لبنان واحدة من أطول وأكثر المعارك دموية بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله.
الهجوم، الذي استمر حوالي 14 ساعة، وقع عندما حاولت قوة إسرائيلية التسلل إلى أحد المباني المدمره في القرية، فتم محاصرتها من قبل مقاتلي حزب الله، مما أدى إلى اشتباك عنيف أسفر عن مقتل 6 جنود إسرائيليين وإصابة 14 آخرين.
المعركة بدأت عندما دخلت وحدة من الجيش الإسرائيلي إلى مبنى دمرته غارة جوية إسرائيلية في وقت سابق، حيث كان عنصران من حزب الله قد كمَنا للقوات.
وفور دخول القوات، شن مقاتلو حزب الله هجومًا مفاجئًا، مما أدى إلى سقوط جميع أفراد القوة بين قتيل وجريح. واستخدم المهاجمون القنابل اليدوية، ما أشعل النيران في المبنى ودمره بشكل أكبر، مما عرقل محاولات إخلاء الجنود المصابين.
ويصف الجندي إيتاي فوكس، الذي أصيب خلال المعركة، اللحظات الصعبة قائلاً إنه كان يلاحظ العديد من الجنود المصابين في ساحة المعركة، وكان عليه أولاً إزالة التهديدات وقتل المسلحين قبل محاولة إنقاذ الجرحى. ويقول فوكس: “لقد أصبت برصاصة خلال محاولة إنقاذ جندي آخر، لكن حتى بعد إخلائي لم تكن المعركة قد انتهت”.
المعركة التي تلت الهجوم الأول استمرت في قلب المبنى المدمر، حيث استخدم الجنود الإسرائيليون طائرات بدون طيار لرصد مسلحين مختبئين بين الأنقاض. هذه المعركة، التي جرت تحت جنح الظلام، خلَّفت دمارًا هائلًا في القرية وأظهرت الحجم الهائل للتحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في التعامل مع مقاتلي حزب الله، الذين يختبئون في المباني المدمرة.
وتكشف التحقيقات الأولية أن العملية التي بدأها الجيش الإسرائيلي كانت جزءًا من مهمة موسعة لتدمير البنية التحتية لحزب الله في المنطقة، حيث كان الجيش قد دمر العديد من الأسلحة والمواقع تحت الأرض.
ومع ذلك، لم تخلُ المعركة من الأخطاء، حيث انفصلت القيادات العسكرية في بعض الأحيان، مما أدى إلى فوضى وصراخ على أرض المعركة.