خلافٌ حول موعد تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان
في إطار الجهود الدولية المتسارعة لتهدئة الأوضاع على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
إلا أن القناة 14 الإسرائيلية أفادت مساء اليوم الثلاثاء، بوجود خلاف بين الجانبين الإسرائيلي والأميركي حول موعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، مما قد يؤثر على مجريات الوضع الميداني في المنطقة.
بحسب القناة، طالبت واشنطن بضرورة دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في ساعات الصباح الباكر من يوم غد، في خطوة تهدف إلى تقليل التصعيد العسكري الذي شهدته الحدود اللبنانية-الإسرائيلية في الأيام الماضية.
في المقابل، طالبت تل أبيب بتمديد فترة وقف إطلاق النار حتى مساء غد، وهو ما قد يمنح الجيش الإسرائيلي الوقت الكافي لمهاجمة أهداف أخرى في لبنان، خاصة بعد سلسلة من الغارات الجوية التي طالت مواقع لحزب الله في الأيام الأخيرة، والتصعيد غير المسبوق على مختلف المناطق اللبنانية اليوم.
وقد تضمنت بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الجانبين مجموعة من الالتزامات الأساسية التي يهدف من خلالها الطرفان إلى تهدئة الوضع الميداني.
أبرز هذه البنود كانت:
“عدم الهجوم على إسرائيل: يلتزم حزب الله والجماعات المسلحة في لبنان بعدم شن أي هجمات على الأراضي الإسرائيلية، في خطوة تهدف إلى وقف العمليات العسكرية على الحدود.
عدم الهجوم على لبنان: من جانبها، تلتزم إسرائيل بعدم شن أي هجمات على لبنان سواء برا أو جوا أو بحرا.
حق الدفاع عن النفس: يوضح الاتفاق أن الالتزامات الواردة فيه لا تنفي حق كلا الطرفين في الدفاع عن النفس في حال تعرض أي منهما لاعتداءات.
حصرية حمل السلاح في الجنوب: ينص الاتفاق على أن الجيش اللبناني هو الوحيد المخول بحمل السلاح في المنطقة الجنوبية من لبنان، مما يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار ومنع التصعيد.
تفكيك مرافق صنع الأسلحة غير المصرح بها: يطالب الاتفاق بتفكيك المنشآت التي تقوم بتصنيع الأسلحة غير المصرح بها، بما في ذلك تلك التابعة لحزب الله أو أي جماعات مسلحة أخرى.
لجنة لضمان تنفيذ الالتزامات: سيتم تشكيل لجنة مشتركة بين لبنان وإسرائيل لضمان تنفيذ بنود الاتفاق، والتأكد من التزام الأطراف به.
انتشار الجيش اللبناني على طول الحدود: سيتولى الجيش اللبناني مهمة الانتشار على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لمراقبة الوضع وضمان الالتزام بالهدنة”.
تأتي هذه الجهود في وقت حساس، حيث استمر التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله في الأيام الأخيرة، مع شن إسرائيل غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان. وقد استهدفت الغارات مراكز للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، إضافة إلى مواقع في مناطق أخرى في الجنوب والبقاع. هذا التصعيد العسكري، الذي ترافق مع اشتباكات حدودية متواصلة، دفع المجتمع الدولي إلى التدخل والضغط على الطرفين للتوصل إلى اتفاق لوقف النار.
في الوقت نفسه، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب له مساء اليوم الثلاثاء، على أن الجيش الإسرائيلي حقق إنجازات كبيرة على عدة جبهات خلال الفترة الأخيرة. وأكد أن إسرائيل ستحتفظ بحرية الحركة العسكرية في لبنان في حال استأنف حزب الله عملياته ضدها، مهددًا بالعودة إلى التصعيد إذا اقتضت الحاجة.
بالرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تبقى التحديات كبيرة في تطبيقه على الأرض. فمراقبة الالتزام بالهدنة ومتابعة تنفيذ بنود الاتفاق ستظل تحت المراقبة الدولية، خاصة في ظل وجود أطراف محلية وإقليمية قد تسعى إلى استغلال أي ثغرة في هذا الاتفاق.
مع ذلك، يأمل المجتمع الدولي أن يسهم الاتفاق في تهدئة التوترات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وتفادي أي تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة واسعة النطاق في المنطقة.