شتاء لبنان سيكون واعدا وشبيها بـ 2022.. هذا ما ينتظرنا في الأشهر المُقبلة

يتأثر  لبنان بموجة قطبية شديدة البرودة تترافق مع أمطار وتساقط للثلوج على الجبال اعتبارا من ارتفاع 1000 متر وما فوق مفتتحة بذلك رسميا موسم الشتاء والثلوج، شتاء يأمل اللبنانيون ان يعوّض هذه السنة خيبة موسم شتاء 2023- 2024 الذي شهد أمطارا طوفانية ولكن مع نسبة ثلوج متدنية لم تكن على قدر التوقعات، فماذا ينتظرنا في موسم شتاء 2025؟

الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المُناخ ،قدم مؤخرا استنتاجات مبنية على وقائع علمية في علم الطقس وتتضمن نظرة شاملة حول وضع المحيط الأطلسي والقطب الشمالي لمعرفة كيف سيكون موسم شتاء 2025.
 
يقول خنيصر ان “الدراسة العامة ليست نشرة طقس انما وجهة نظر علمية ترتكز على أسس ودراسات تُبين كيف يغذي المحيط الأطلسي أوروبا وما هي تأثيراته على منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى وضع القطب الشمالي وكيف تبدأ حركته وكيف يتفاعل في القارة الأوروبية وغرب آسيا”.

 وأشار خنيصر إلى ان “الدراسات التي راقبها من خلال صور الأقمار الاصطناعية خلال شهري أيلول وتشرين الأول، أظهرت ان البرد سيكون هذا الشتاء قارسا جدا كما سيشهد لبنان كتلا قطبية باردة شبيهة بالكتل التي شهدها في عام 2022”.
 
ويُضيف: “سوف نشهد أيضا العديد من المنخفضات التي ستغذي منطقتنا بالأمطار الغزيرة جدا حتى ولو أنها تأخرت ولكنها آتية لا محال”.
 
ويُفند خنيصر علميا هذه الاستنتاجات ويشرحها قائلا:
 
أولا وضع المحيط الأطلسي:
شهد الكثير من الأعاصير والتي نتجت عن ارتفاع درجة حرارة المياه ورأينا كيف أثرت على أوروبا وخاصة على مناطق غرب أوروبا مثل اسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا حيث كثرت المنخفضات في هذه البلدان وسببت السيول والفيضانات المدمرة وعندما وصلت إلى لبنان رأينا ان نوعية الأمطار اختلفت وأصبحت طوفانية وغزيرة جدا. وهذا الأمر يعني ان المحيط الأطلسي يفتح الخيرات على جنوب أوروبا وشرقها والحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط .
 
ثانيا وضع القطب الشمالي:
بما ان أوروبا لم تشهد في صيف 2024 ارتفاعا بدرجات الحرارة مثل صيف 2023 والتي في حينها استمرت موجات الحر مدة شهرين في القارة الأوروبية وكانت درجات الحرارة مرتفعة جدا، كما شهدت في الشتاء الماضي ارتفاعا في الضغط الجوي وانبعثت التيارات الدافئة من افريقيا إلى جنوب أوروبا وبالتالي خففت من قوة التيارات القطبية، لذلك غابت الثلوج في منطقتنا وفقدنا الحرارة المتدنية في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط واقتصرت الأمور على أمطار طوفانية وفيضانات ضربت لبنان لـ 4 مرات وتسببت بكوارث وأضرار جسيمة .

 ويُشير خنيصر إلى انه “انطلاقا من هذه الاستنتاجات نرى ان حركة القطب الشمالي هذا العام بدأت تضرب البحر الأسود وشرق أوروبا ثم غربها وتعمقت في جنوب القارة وسببت الكثير من الثلوج خلال شهر تشرين الأول في شمال تركيا، وفي أواخر تشرين الأول وأوائل تشرين الثاني تعرّضت المناطق البقاعية لرياح شمالية مصدرها تركيا أدت إلى انخفاض درجات الحرارة إلى واحد تحت الصفر وألحقت ضررا كبيرا بالمزروعات خاصة البطاطا في سهل البقاع. وبالتالي حركة القطب ستكون ناشطة خلال هذا الموسم ولن يكون لديها أي “مقاومة” من قبل المناطق المدارية الصحراوية بسبب تمركز المرتفع الأوزري في المحيط الأطلسي” .
 
شتاء 2025 واعد
ويؤكد خنيصر ان “الأمطار والمنخفضات ستتدفق نحو جنوب أوروبا وهذه العوامل تجعلنا نستنتج علميا ان شتاء لبنان والمنطقة أي لبنان وسوريا وفلسطين وتركيا والأردن سيكون جيدا وواعدا مع كميات من الثلوج والكثير من الأمطار”.
 
ويُتابع: “لاحظنا تأكيدا على هذه النظرية ان في شهر تشرين الثاني شهدت المنطقة أول نزول قطبي ضرب  لبنان وأدى إلى ثلوج لامست الـ 1000 متر على الجبال وما بين الـ 800 و900 متر في البقاع الشمالي وبرودة قطبية أدت إلى تدنٍ حاد بدرجات الحرارة نقلت اللبنانيين من طقس خريفي دافئ إلى طقس قطبي خلال 30 ساعة فقط “.
 
أضاف: “لقد ودعنا تشرين الثاني بطقس قطبي بارد جدا مع ثلوج وهذا الحدث لم نشهده منذ 30 سنة أي في مثل هذه الفترة في عامي 1994 و1992”.

 ويؤكد خنيصر ان “ما يحدث وما نلمسه حاليا من تدفق للتيارات القطبية على المنطقة بشكل مبكر جدا يقدم مؤشرات ان شتاء 2025 قد يكون باردا وفيه الكثير من الخيرات والثلوج خاصة وان جبال لبنان لبست الأبيض على ارتفاع 1000 أو 1100 متر وما فوق في نهاية شهر تشرين الأول وهذا امر من النادر حصوله في هذه الفترة من السنة”.

طقس الأسبوع الأول من كانون الأول
ويلفت خنيصر إلى انه “بعد انتهاء الموجة الباردة والمثلجة التي ضربت منطقتنا سيكون الطقس في الأسبوع الأول من شهر كانون الأول خريفيا باردا نسبيا، ومن المتوقع نهاية الأسبوع المقبل ان تعود الأمطار وهناك سلسلة من المنخفضات في البحر المتوسط من المتوقع ان تضرب منطقتنا وان تحمل معها الكثير من الأمطار والثلوج على الجبال  اللبنانية“.
 
إذا شتاء لبنان هذا العام سيكون واعدا على أمل ان تحمل خيراته وثلوجه الخير إلى اللبنانين وان يتمكنوا من الاستمتاع به على الرغم من الظروف الأليمة التي مروا بها.

Exit mobile version