احتلّت قوافل السيارات المشهد الشمالي أمس، حيث استغلّ قسمٌ كبير من النازحين إلى عكار والمنية وطرابلس قرار وقف إطلاق النار، فبدأوا بالعودة إلى منازلهم ومناطقهم. إلى الجنوب، والبقاع، والضاحية الجنوبية والنبطية والهرمل غيرها من المناطق التي نزحوا منها.
وفي جولة لـ “نداء الوطن” بين العائدين تنوّعت الآراء فهناك من يعتبر أن العودة ناقصة ومن يعتبر أن الخسائر في الأرواح والممتلكات كبيرة، وبين من يختصر الوضع بكلمة “شو منعمل الحمد لله”.
قدّرت أعداد النازحين العائدين من مناطق عكار والمنية وطرابلس بأكثر من 60 في المئة من مجموع الذين استضافتهم هذه المناطق. وقد استقبلت ما يزيد عن 150 ألف نازح بين مراكز الإيواء والبيوت المستأجرة. وتأتي هذه العودة وسط توقّعات بأنّ تستمرّ مواكب العودة إلى الجنوب لأسبوع، خصوصاً وأن بعضهم يفضّل البقاء ريثما تتضح الأمور أكثر، أكان لجهة استيضاح الوضع الأمني في الجنوب أم لجهة تأمين أوضاعهم ومنازلهم قبل اتخاذ القرار النهائي بالعودة، ومعظم هؤلاء من المستأجرين وليس من نازحي مراكز الإيواء.
وبحسب المعطيات، فإن النازحين في مراكز الإيواء في عكار وفي طرابلس (الكواليتي إن) مثلاً ترجّح عودتهم جميعاً في غضون يومين كحدّ أقصى. هذا الأمر سيؤدي بالتالي إلى إفراغ مراكز الإيواء والمدارس، تمهيداً لعودة التلاميذ إلى صفوفهم.
وفي طريق العودة ومشاهدها، لا بدّ من الإشارة إلى أن النازحين لم ينسوا توجيه الشكر لأهالي الشمال (عكار، المنية، الضنية، طرابلس) الذين عملوا على إيوائهم واحتضانهم، والوقوف إلى جانبهم وفتحوا منازلهم وقلوبهم لضيوفهم.
مايز عبيد -“نداء الوطن”