ترفع فرنسا راهنا مستوى حضورها اللبناني في مسعى لتعزيز فرص انتخاب رئيس للجمهورية، فيما لوائح المرشحين الى الرئاسة تنمو كالفطر، قليلها جديّ والغالب منها مدفوع الثمن المسبق أو اللاحق.
وفُهم من اللقاءات التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان في بيروت أن ثمة فرصة دولية سانحة يفترض بالمسؤولين التقاطها من أجل الدفع قدما لإنهاء الفراغ الرئاسي وإعادة انتاج السلطة بما يشكل مقدمة لبدء ورشة الإصلاح والتعافي. وليس خافيا في هذا الإطار أن ثمة قبولا دوليا بتسوية رئاسية مع كامل الاستعداد للمساعدة والإسهام في عملية النهوض في حال تحقق للبنان الرئيس القادر على قيادة الورشة الإصلاحية الضخمة التي باتت ملحّة وضرورية، وتتصدر الأولويات السياسية للعهد العتيد.
ومن المنتظر أن يحمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الملف الرئاسي اللبناني إلى عدد من العواصم الفاعلة، على أن تكون له في الرياض محطة رئيسية في ٤ كانون الأول المقبل حيث يلتقي بوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ولا يخفى أن لباريس لائحة مرشحين يتقدّمهم سمير عساف في حال آلت إليها التسمية كاملة. أما في حال كانت جزءا من المشهد الرئاسي لا كلّه، فثمة لائحة بأسماء أخرى تُعدّ توافقية بعد سقوط ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وعموما كل الترشيحات التي تُعتبَر استفزازية أو طرَفية لا تحظى بتوافق عام. لكن هذه القراءة ستتغيّر كليا في حال قرّرت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن يكون لها القرار في اختيار الرئيس العتيد، فيصبح عندها الانتخاب جزءا لا يتجزأ من المعادلة المنبثقة من اتفاق وقف إطلاق النار الذي هويته أميركية بالكامل، وبصماته ستظهر تباعا في ملف سلاح حزب الله.
ويُنقل في هذا السياق عن وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو أن باريس تدخّلت نحو ٢٠ مرة في مسعى إنهاء الحرب الإسرائيلية في لبنان من غير أن تتمكن من تحقيق المُراد.