60 يوماً حاسماً… وقف إطلاق النار فرصة ذهبية لإسرائيل

60 يوماً حاسماً… وقف إطلاق النار فرصة ذهبية لإسرائيل

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” مقالاً بقلم موشيه بوزيلوف، الباحث البارز في معهد مشغاف للأمن القومي وعضو سابق في جهاز الشاباك، تناول فيه الفرص والتحديات التي تواجه إسرائيل خلال فترة وقف إطلاق النار المستمر لمدة 60 يوماً بين إسرائيل وحزب الله.

ووفقاً للكاتب، يرمز الاتفاق الحالي إلى تحول كبير في نهج الحكومة الإسرائيلية، التي أصبحت أكثر إدراكاً للتحديات الاستراتيجية مقارنة بفترة ما قبل 7 تشرين الأول 2023.

يشير الكاتب إلى أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو تعلمت من أخطاء الماضي التي وصفها بالإدمان على الصمت، وهو ما سمح لإيران بتوسيع “طوق النار” عبر حزب الله وحماس. ورغم الضغوط الشديدة التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لفرض وقف إطلاق النار، إلا أن الحكومة الإسرائيلية ترى في هذا التوقف فرصة لتحويل الضغط إلى رافعة استراتيجية ضد أعدائها.

يرى بوزيلوف أن الضغط الأميركي كان مدفوعاً بالرغبة في تحقيق إنجاز سياسي سريع قبل انتهاء ولاية الإدارة الحالية، مما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى الموافقة على الهدنة كخطوة تكتيكية. ومع قرب تسلم إدارة دونالد ترامب، التي أبدت استعداداً لاتخاذ نهج أكثر حدة تجاه إيران وحزب الله، تبرز فرصة نادرة لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة. وأشار الكاتب إلى أن أي تصعيد من جانب حزب الله قد يوفر مبرراً لإسرائيل وأميركا للتحرك المباشر ضد طهران.

من المتوقع أن يستغل حزب الله وقف إطلاق النار لتعزيز قدراته العسكرية عبر تهريب الأسلحة المتطورة من إيران عبر سوريا واستعادة بنيته التحتية في جنوب لبنان. وبالمقابل، يعتقد بوزيلوف أن إسرائيل أمامها فرصة غير مسبوقة لتعزيز قدراتها الاستخباراتية وتنفيذ عمليات دقيقة لإحباط تهريب الأسلحة، بالإضافة إلى الإعداد لضربة استباقية قد تدمر البنية التحتية الرئيسية لحزب الله إذا استغل الهدنة لتوسيع تسليحه بشكل كبير.

يشدد الكاتب على أن فترة الهدنة تمثل اختباراً حاسماً للحكومة الإسرائيلية. فعلى الرغم من المخاطر المتمثلة في استغلال حزب الله لهذه الفترة لتقوية مواقعه، إلا أنها تشكل فرصة تاريخية للتحضير لتعاون استراتيجي مع الولايات المتحدة وربما حتى لاتخاذ إجراءات مباشرة ضد إيران. ويرى الكاتب أن الحكومة الحالية تدرك الفرق بين فترة هدوء مؤقت وسلام حقيقي، وإذا تصرفت بذكاء، يمكن أن يتحول وقف إطلاق النار إلى رافعة استراتيجية تغيّر ميزان القوى الإقليمي.

Exit mobile version