العميد شحادة يصوّب على التراخي الأميركي وهذا ما قاله عن ردّ المق ا ومة  

 العميد شحادة يصوّب على التراخي الأميركي وهذا ما قاله عن ردّ المق ا ومة  

شهد مساء أمس تصعيدًا كبيرًا من العدو الإسرائيلي عقب رد المقاومة الإسلامية على الخروقات المستمرة واستهداف العديد من المناطق في لبنان دون التقيد باتفاق وقف إطلاق النار، في مفارقة غريبة حيث يُعتبر ما قامت به خرقًا بينما يرى العدو أن ما يقوم به هو حق مطلق. فهل اهتز الاتفاق؟ وهل سنشهد حربًا جديدة إذا تكرر سيناريو الأمس؟

يستعرض الخبير العسكري العميد منير شحادة، في حديثه إلى “ليبانون ديبايت”، التصعيد الذي وقع أمس وأسبابه، موضحًا أنه “منذ خمسة أيام، مع بدء سريان وقف إطلاق النار، ارتكب العدو الإسرائيلي أكثر من 60 خرقًا، جميعها خروقات خطيرة تحت ادعاءات كاذبة، بما في ذلك التعدي على الجيش اللبناني في الهرمل، إضافة إلى اغتيال عنصر في أمن الدولة، والخطير هنا ليس القصف الجوي أو المدفعي، بل تقدم الدبابات في محاور لم يتمكن العدو من التقدم فيها خلال الحرب، بمعنى أنه يستغل الفرصة قبل أن تبدأ اللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار عملها، فيفرض بذلك أمرًا واقعًا على الأرض”.

ويؤكد أن “المقاومة انتظرت اتصالات من المسؤولين اللبنانيين، من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش، مع أي جهة قادرة على الضغط على إسرائيل لوقف الخروقات، ولكن، عندما فشلت هذه الاتصالات، اضطرت المقاومة لإرسال رسالة تحذيرية مفادها أننا قادرون على العودة إلى الحرب إذا استمر فرض الأمر الواقع بهذا الشكل، إسرائيل تفكر في أمرين، أولًا، تحاول فرض أمر واقع بالتقدم البري، ثانيًا، تريد إظهار للعالم أنها تمتلك حرية الحركة، وأنها إذا أرادت التدخل فبإمكانها فعل ذلك، مهما كانت بنود الاتفاق”.

وفي هذا السياق، يرى العميد شحادة، أن “المقاومة إضطرت بعد خمسة أيام من فشل الاتصالات للجم إسرائيل إلى إرسال هذه الرسالة الصاروخية. والأهم من ذلك أنها لم تستهدف مناطق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل في منطقة شبعا المحتلة، التي لا تخضع للقرار 1701، مما يعني أن الرد كان على الخروقات دون أن يكون هناك خرق للاتفاق والقرار”.

أما فيما يتعلق بالتصعيد الذي تلاه، يوضح أن “إسرائيل تستغل الفرصة كون اللجنة لم تبدأ عملها بعد، والسؤال هنا: ما أسباب هذا التأخير؟ الجنرال الأميركي الذي سيترأس اللجنة يمضي وقته في زيارات تعارفية، بينما تستغل إسرائيل الفرصة لفرض أمر واقع، معتبرة أن لها الحق في ذلك، وقد أبلغت الأميركيين أنها تريد حرية حركة بشكل طبيعي، وإذا ردت المقاومة فهي تعتبر ذلك خرقًا”.

ويشير إلى أن “المقاومة أرسلت رسالة تحذيرية إلى موقع عسكري خارج نطاق الـ1701، فيما ردت إسرائيل كما هو معتاد نظرًا للسقوف العالية التي يعتمدها في ممارساته وعربدته المستمرة، ولكن يجب أن نراقب ما إذا كانت المقاومة ستعود للرد من جديد”.

ويختتم العميد شحادة، بالحديث عن “الجرف الذي تعرضت له بعض القرى بالكامل، مثل مارون الراس والخيام، حيث أزيلت شوارع بكاملها، بالإضافة إلى محاور أخرى، هذه الخروقات الفاضحة لوقف إطلاق النار تستدعي البحث في الموقف الأميركي الضامن للاتفاق، وكيفية الضغط على إسرائيل، لكن اللجنة المعنية بالمراقبة لم تبدأ عملها بعد لتقييم مدى قدرتها على أداء دورها”.

Exit mobile version