حتى الساعة، كل المعطيات توحي بان جلسة التاسع من كانون الثاني قائمة بموعدها المحدد من رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي حضور السفراء العرب والاجانب، لا سيما ان المعلومات تشير الى ان الوسيط الاميركي صانع الاتفاقات اموس هوكشتاين وجهت اليه ايضا دعوة لحضور جلسة 9 كانون، ما يوحي بجدّيتها، ليأتي كلام لافت لنائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب معلنا “ان الجلسة ستظل قائمة حتى خروج الدخان الابيض وانتخاب رئيس”.
هذا الكلام كان قد استُبق بتصريح كبار مستشاري الرئيس الاميركي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق اوسطية مسعد بولس، يشير فيه بمعرض الحديث عن الملف الرئاسي الى انه “علينا الا نتسرع بانتخاب اي شخص للرئاسة في لبنان، اذ يمكن الانتظار شهرين او 3 لتسير الامور باطار اتفاق دولي شامل”. فماذا بعد كلام بولس الذي فهم منه انه رسالة الى رئيس مجلس النواب، بوجوب عدم التسرع لانتخاب الرئيس في 9 كانون، ولعله وجوب انتظار دخول ترامب البيت الابيض في 20 كانون الثاني؟ وماذا عن بورصة الاسماء المطروحة؟
مصادر مطلعة على جو عين التينة تجزم، بان الجلسة حتى الساعة قائمة بموعدها في 9 كانون الثاني، والمطلوب رئيس توافقي يجمع ولا يفرق، ولا يكون معاديا لحزب الله.
وفي هذا السياق، يقول مصدر موثوق به مطلع على جو حركة التشاور التي بدأت تمهيدا لجلسة 9 كانون، ان لا اسماء محسومة، وان حظوظ الجميع متساوية، ولو ان الخارج لا يزال يضغط للاتيان بقائد الجيش جوزيف عون. ويكشف المصدر ان هوكشتاين وخلال زيارته هوكشتاي الاخيرة لبيروت، والتي سبقت اعلان اتفاق وقف اطلاق النار، سأل بري عن مدى الامكان لايصال قائد الجيش الى بعبدا، فرد بري على قاعدة: الامر يتطلب تعديلا دستوريا يصعب انجازه، ليرد هوكشتاين: Im just asking u، فيسارع رئيس البرلمان ليرد وبالانكليزية بالقول: Im just answering u.
من هذا الجواب والكلام، يُفهم بحسب المصدر ان بري ومعه حزب الله لا يزالان على موقفهما غير المتحمس لوصول جوزيف عون الى سدة الرئاسة، مع الحرص على عدم اشهار اي “فيتو” بوجهه، وهذا ما بدا واضحا بمواقف مسؤولي حزب الله. وهنا تكشف اوساط مطلعة على جو الحزب ان الموقف من قائد الجيش معروف، والحزب يكنّ كل الاحترام والتقدير للجيش، الذي دفع دما وشهداء في الحرب الاخيرة، ويصر على ان احدا لن يتمكن من خلق صدام بين المقاومة والجيش، لكن لدى الحزب مرشح لا يزال يتمسك به وهو رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، الذي يصر حتى اللحظة على اكمال السباق حتى النهاية، ما دام ينطلق من 51 صوتا مرشحين للزيادة لا النقصان، طالما استمر دعم الثنائي له.
وتعليقا على كلام مستشار ترامب حول الانتظار اشهرا، ردت المصادر المطلعة على جو الحزب بالقول: “كانت المعارضة تتهمنا سابقا بالتعطيل، فليرد اليوم حلفاء اميركا على هذا الكلام، فهم من يفترض بهم ان يعلقوا”.
وبالحديث عن الولايات المتحدة، تشير اوساط مطلعة على جو التفاوض، ان ما تريده اميركا هو رئيس يطبق اتفاق وقف اطلاق النار، رئيس تثق اميركا بانه سيطبق الاتفاق بحذافيره، وهي تثق بجوزيف عون، الا انه يواجه عقبات داخلية تجعل من وصوله الى قصر بعبدا امرا صعبا حتى اللحظة.
وفيما حكي عن اتفاق قد يتم بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والرئيس بري، لتمرير اسم العميد جورج خوري، تكشف الاوساط ان خوري ايضا يواجه بفيتوهات داخلية كما خارجية، ما يخفض من اسهمه الرئاسية.
اما اللواء البيسري الذي تؤكد المعطيات ان اسمه لم يخرج من السباق الرئاسي، لكنه سُحب عمدا من التداول الاعلامي منعا لاي بازارات وتأويلات، فلا يزال من ابرز الاسماء المطروحة، والتي قد تنجح في حصد توافق حولها، باعتبار ان المرحلة تتطلب وسطيا على علاقة جيدة مع الجميع، وقادرا على مد جسور التواصل، من دون ان يخضع لاحد لا بالداخل ولا بالخارج.
تبقى الاسماء المدنية التي يحكى بها، ولعل ابرزها فريد هيكل الخازن الذي يكشف مصدر بارز ان بري طرح اسمه باحدى الكواليس على قاعدة انه لا يشكل تحديا لاحد، كما انه لا يعادي حزب الله ولا يبصم بالوقت نفسه على ما يرغب به الحزب، اضافة الى علاقاته الجيدة مع مختلف الاطراف السياسيين على اختلاف انتماءاتهم، ولا سيما ان رئيس “تيار المردة” سيرحب بلا شك بهذا الطرح اذا سحب نفسه من السباق.
كما يهمس كثر بالكواليس باسم النائب ابراهيم كنعان، الذي قد يشكل بلحظة ما صلة تقاطع بين معظم الاحزاب، يضاف الى هذه الاسماء وجوه اخرى كزياد بارود المعتدل وناصيف حتي وسمر عساف.
كلها اسماء لا تزال تطرح هنا وهناك، لكن الاكيد ان اي اسم لا يتقدم على آخر حتى الساعة، ومن هنا حتى 9 كانون الثاني يخلق الله ما لا تعلمونه، بما فيه “ارنب جديد” يطل من عين التينة، التي ستشكل بالايام المقبلة محطة مشاورات مكثفة وزيارات لرؤساء احزاب، بطبق اساسي هو الملف الرئاسي. فهل يخرج الدخان الابيض من مجلس النواب قريبا؟
ad
جويل بو يونس – الديار