توقعاتٌ أميركية بشأن “انهيار الأسد

في تطور لافت على الساحة السورية، أعلنت الولايات المتحدة أن سيطرة الفصائل المسلحة المتحالفة مع “هيئة تحرير الشام” على مدينة حمص باتت مسألة وقت، مرجحة أن “سقوط حمص” سيكون خلال أيام قليلة.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في تصريحات لموقع “المونيتور” إن التقدم السريع للفصائل المسلحة يعكس تدهور الأوضاع في سوريا، مؤكداً أن واشنطن تعتبر احتمال انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمراً واقعاً في المرحلة المقبلة.

وفي هذه الأثناء، حمل البيت الأبيض الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية تصاعد الأزمة في البلاد. وأوضح البيت الأبيض في تصريحات خاصة لقناة “العربية” أن “رفض الأسد المستمر للمشاركة في العملية السياسية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، واعتماده على الدعم العسكري الروسي والإيراني، قد خلق الظروف التي نشهدها الآن في سوريا”، مشيراً إلى أن “انهيار خطوط نظام الأسد في شمال غربي سوريا هو نتيجة مباشرة لعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن”.

بينما يستمر تقدم الفصائل المسلحة نحو حمص، تتوقع واشنطن أن تكون العاصمة دمشق هي الهدف التالي في حال سقوط المدينة.

وقال المسؤول الأميركي إن السيطرة على حمص من قبل الفصائل المسلحة قد يؤدي إلى تصعيد آخر نحو دمشق، خاصة في ظل التغيرات العسكرية المستمرة في سوريا.

وأضاف أن “العملية العسكرية التي تقودها الفصائل، والتي انطلقت من إدلب، أثبتت نجاحها السريع في السيطرة على مدن حلب وحماة، وأدت إلى سيطرة الفصائل على مناطق واسعة من ريف حمص الشمالي، وكذلك على درعا والسويداء”.

وفي تصريح لافت، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعمه لهذه الفصائل، قائلاً إن هدفهم التالي هو العاصمة دمشق، مشدداً على أهمية استمرار تقدمهم العسكري.

في وقت حساس على المستوى الدولي، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من بغداد بأن “مستقبل الرئيس الأسد غير قابل للتنبؤ”، وهو ما يعكس حالة من التردد بشأن الموقف الإيراني من تطورات الوضع في سوريا.

يأتي هذا التصريح في وقت حساس، بعد أن أكدت مصادر من الكرملين أن روسيا غير مستعدة للمشاركة العسكرية المباشرة في المواجهات الجارية في سوريا، خصوصاً في ظل الانسحاب الجزئي للجيش السوري من بعض المواقع العسكرية.

في تطور مثير آخر، انتشر مؤخراً تسجيل صوتي منسوب للرئيس السوري بشار الأسد، يظهر فيه كأنه يعلن عن تنحيه عن السلطة. وقد تداولت العديد من وسائل الإعلام الاجتماعية هذا التسجيل، مما أثار جدلاً واسعاً بين المؤيدين والمعارضين حول صحة التسجيل.

ويظهر في التسجيل عبارات تشير إلى أحداث وقعت في عام 2012، ما يدعم الشكوك حول صحة التسجيل. وزارة الإعلام السورية كانت قد نفت صحة هذا التسجيل في وقت سابق، مؤكدة أن هذا المقطع مفبرك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

منذ الأسبوع الماضي، حققت الفصائل المسلحة تقدماً كبيراً على الأرض، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة حلب، وحماة، وريف حمص الشمالي، بينما استولت فصائل أخرى على درعا والجنوب السوري. في المقابل، واصلت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً تقدمها في شرق البلاد، حيث تمكنت من السيطرة على مدينة دير الزور يوم الجمعة الماضي، مما يعكس تزايد الانقسام العسكري بين مختلف الفصائل في سوريا.

Exit mobile version