اجتماعٌ “طارئ” مع ميقاتي
استدعت التطورات الداخلية والإقليمية المهمة التي تمر بها المنطقة، ولا سيما الأوضاع في سوريا، اجتماعًا طارئًا عقده مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، والرئيسان فؤاد السنيورة وتمام سلام.
وقد جاء هذا الاجتماع في إطار المسؤولية الوطنية لمناقشة الأوضاع الدقيقة في لبنان، والاتفاق على مجموعة من الخطوات التي تعزز استقرار البلاد ووحدتها، وتضمن استمرار تنفيذ القرار 1701، بالإضافة إلى التحضير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وألقى الرئيس السنيورة، باسم المجتمعين، بيانًا يوضح أهم التوجهات التي تم الاتفاق عليها، والتي تتعلق بمستقبل لبنان السياسي والأمني.
وقد ناشد المجتمعون جميع اللبنانيين بأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه وطنهم، مؤكدين على ضرورة الحفاظ على لبنان كدولة سيّدة، حرة، موحدة.
وأشاروا إلى أن الشعب اللبناني يجب أن يضطلع بدوره في تمسكه بوحدته الوطنية وتضامن أبنائه لضمان سيادة لبنان واستقلاله، والتوجه نحو طريق الإنقاذ الوطني عبر الالتزام بدولة الحق والقانون.
ودعا المجتمعون جميع اللبنانيين إلى دعم الحكومة في تنفيذ مهمتها الأساسية، التي تشمل التمسك بالقرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701، والالتزام بوقف إطلاق النار، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية لضمان حماية الحدود اللبنانية وتعزيز الاستقرار الداخلي.
أكد البيان أن لبنان لن يتخلى عن سيادته وحماية أرضه، ولن يتنازل عن كرامته وعزته. وتطرق البيان إلى ضرورة عدم الانزلاق وراء مغامرات جديدة قد تضر بمصالح لبنان، في وقتٍ يعاني فيه البلد من تداعيات مغامرات سابقة.
وشدد البيان على رفض لبنان لأي انتهاك للقرار 1701 من قبل العدو الإسرائيلي، وأدان جميع الخروقات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية وهدم المنازل والتعدي على المواطنين. كما حمل المجتمعون الدول التي ترعى الاتفاقات الدولية مسؤولية إلزام إسرائيل بتطبيق هذه الاتفاقات.
وأكد المجتمعون أهمية الدور الوطني للجيش اللبناني في الحفاظ على حدود لبنان وضبط المعابر، معتبراً أن أي انحراف عن هذا المسار يشكل تهديدًا للأمن الوطني.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في سوريا، تمنى البيان أن تسير الأمور في سوريا باتجاه الاستقرار، وأن يتمكن الشعب السوري من بناء دولة مستقرة تعكس التعددية والعيش المشترك بين جميع أطياف المجتمع السوري.
كما شدد على أهمية تجنب لبنان لأي ردات فعل عاطفية تجاه الأحداث السورية، داعيًا اللبنانيين إلى التعامل مع هذه التطورات بحكمة ووعي لضمان عدم التأثير على وحدة لبنان واستقراره.
ودعا البيان مجلس النواب إلى القيام بدوره في إعادة تكوين السلطات الدستورية بدءًا من انتخاب رئيس للجمهورية، ومن ثم تشكيل حكومة إنقاذ قادرة على النهوض بالبلاد سياسيًا، اقتصاديًا، واجتماعيًا. كما أكد على ضرورة محاربة الفساد، والتزام لبنان بالدستور وباتفاق الطائف.
وشدد البيان على ضرورة استنهاض الدعم العربي والدولي للبنان، بما يمكنه من تأمين العودة الكريمة للنازحين اللبنانيين إلى قراهم وبلداتهم، ودعم جهود الدولة في إعادة الإعمار والبناء.
وفي ختام البيان، أكد المجتمعون أن اللبنانيين هم الحماة الحقيقيون لأرضهم ووطنهم، وأنهم لن يتخلوا عن سيادتهم واستقلالهم مهما كانت التحديات.
بعد الاجتماع، توجه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، على رأس وفد من العلماء، إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، حيث قرأوا سورة الفاتحة على روحه الطاهرة، قبل أن يزوروا ضريح المفتي الشهيد حسن خالد في الأوزاعي، تأكيدًا على وحدة الشعب اللبناني في مواجهة التحديات.