“مرحلة ما بعد نظام الأسد”… تداعيات عميقة على لبنان والمشروع الإيراني

“مرحلة ما بعد نظام الأسد”… تداعيات عميقة على لبنان والمشروع الإيراني

يتناول الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، د. خالد الحاج، تداعيات سقوط نظام الأسد على الساحة اللبنانية وعلاقاته بمشروع إيران الإقليمي، حيث يُشير في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أن “سقوط نظام الأسد سيترك تداعيات عميقة على الساحة اللبنانية وعلى مشروع إيران العقائدي في المنطقة، حيث أن فقدان حليف أساسي مثل نظام الأسد سيؤثر بشكل كبير على قدرة إيران على ممارسة نفوذها في المنطقة”.

ويوضح أنه “على المستوى اللبناني، سيؤدي سقوط الأسد إلى إضعاف حزب الله بشكل مباشر، حيث سيخسر الدعم اللوجستي والعسكري الذي كان يوفره النظام السوري، مما سيؤثر على قوته العسكرية ونفوذه السياسي في لبنان، داخليًا، قد يتصاعد التوتر الطائفي، مع سعي القوى السنية المدعومة إقليميًا، مثل تركيا أو دول الخليج، لملء الفراغ السياسي الذي سيتركه غياب النظام السوري، إضافة إلى ذلك، قد يواجه لبنان موجة جديدة من اللاجئين السوريين والمقاتلين العائدين، مما سيزيد من الضغط على البنية الاقتصادية والأمنية المتهالكة أصلًا”.

أما على المستوى الإقليمي، فيلفت الحاج، إلى أن “سقوط الأسد سيمثل ضربة قاسية لمشروع إيران العقائدي القائم على “محور المقاومة”، حيث كانت سوريا الجسر الحيوي الذي يربط إيران بحزب الله وباقي المجموعات الحليفة في المنطقة، خسارة هذا الجسر ستؤدي إلى عزل حزب الله وإضعاف قدرته على التحرك بحرية، مما يهدد وحدة المحور”.

ويؤكد أنه “بالإضافة إلى ذلك، سيشكل سقوط النظام السوري تحديًا كبيرًا لفكرة تصدير الثورة الإيرانية، فالنظام السوري كان الحليف العربي الوحيد الذي تبنى خطاب المقاومة بالمعنى العقائدي الذي تروج له إيران، مع سقوطه، ستفقد إيران أحد أهم أدواتها في تعزيز نفوذها الإقليمي”.

ويُشدّد الحاج، على أن “هذه التحولات ستجبر إيران على إعادة تقييم استراتيجيتها في المنطقة، خاصة في ظل تنامي النفوذ التركي والقطري الداعم للمعارضة السورية، وتراجع القدرة الروسية على حماية حلفائها وسط انشغالها بجبهة أوكرانيا”.

Exit mobile version