مروان شربل : “لست خائفاً”

مروان شربل : “لست خائفاً”

يتابع اللبنانيون بحذر وتوجس تداعيات التطورات في سوريا، ويطرحون تساؤلات حول تأثيراتها المحتملة على لبنان، وما إذا كانت ستؤدي إلى إشكالات داخلية أو تأجيج الفتنة بسبب المواقف المتباينة من النظام السوري السابق، يأتي هذا في وقت شهدت فيه بعض الشوارع اللبنانية مظاهرات ابتهاجًا بسقوط نظام الأسد، فهل هذا القلق مبرر؟ وهل ستتجه الأمور نحو التصعيد، أم أن اللبنانيين سيستفيقون على مصالحهم المشتركة؟

في حديث لـ “ليبانون ديبايت”، يعتبر الوزير السابق مروان شربل، أن “المظاهرات التي خرجت في بعض المناطق اللبنانية هي ردود فعل طبيعية، نظراً لتنوع المشاركين من مختلف الطوائف والأطراف المزعوجة من النظام السوري، مؤكدًا أن هذه الاحتجاجات ستتلاشى مع مرور الوقت، خاصة عندما يدرك الجميع أن لبنان بعد رحيل النظام السوري يجب أن يكون أكثر استقرارًا وطمأنينة لجميع اللبنانيين، وليس لفئة معينة”.

ويشدد شربل على أنه “لا يجب أن يتحدى أي فريق الآخر”، مذكراً بأن “لبنان كله خسر في الحرب الإسرائيلية، حتى وإن كان قسم من اللبنانيين قد خسروا أكثر من غيرهم، إلا أن الخسارة كانت عامة”.

ويؤكد على ضرورة أن “يتحد اللبنانيون ويجتمعوا حول بلدهم، ويعملوا على ضمان سيادته الكاملة على أراضيه، وعلى المسؤولين أن يناقشوا كيفية إخراج البلاد من أزماتها، مستغلين ما يعتبره “فرصة ذهبية” لبناء لبنان من جديد”.

ورغم التطورات في المنطقة، يشدّد شربل، على أن “الجميع في لبنان يرغب في الأمن والاستقرار”، قائلًا: “لست خائفاً، فالذين يسعون لإشعال الحروب عليهم أن يتوجهوا إلى المناطق المتفجرة في العالم، ولبنان لا يعاني من تلك المخاطر، بل الجميع فيه يبحث عن السلم”.

وفيما يتعلق بالحركة الجوية، يشير شربل إلى أن “حركة المطار تشهد تحسنًا ملحوظًا، خصوصًا مع زيادة الوافدين في فترتي الميلاد ورأس السنة، ما قد يساعد في تعويض بعض الخسائر التي تكبدها لبنان”.

ويعبر عن تفهمه للمظاهرات التي خرجت، معتبرًا أن “الاحتجاجات هي فشة خلق” من قبل البعض الذين تعرضوا للظلم أو فقدوا أحباء لهم، ويشدد على أنه “لا توجد أي نية لجر البلد إلى فتنة”. ويرى أن الفتنة “لها شروطها ومتطلباتها”، وهذه الشروط غير موجودة في الوضع اللبناني الحالي، مشيرًا إلى أن الأحزاب الحاكمة في لبنان لا تريد الحرب.

ويجدد شربل دعوته للاستفادة من هذه الفرصة لإعادة بناء لبنان، معبرًا عن أمله في أن “يستغل اللبنانيون هذه الفرصة في استحقاق 9 كانون الثاني المقبل، موعد جلسة انتخاب الرئيس، لكنه لا يظهر تفاؤلًا كبيرًا بشأن انتخاب الرئيس، مفسرًا ذلك بعدم التوافق بين الأطراف السياسية حتى الآن، وبالتالي الانتخابات قد تشهد تعقيدات إذا استمر هذا التباين بين الأطراف، مما قد يعطل الدورة الأولى والثانية، إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق على مرشح”.

ويعود شربل إلى التركيبة السياسية لمجلس النواب، مشيرًا إلى أنها “لم تتغير، حيث لا يزال التوازن بين الموالاة والمعارضة كما هو، ما يجعل من الصعب تأمين النصاب المطلوب في الجلسات، خاصة أن أي مرشح قد لا يحصل على 65 صوتًا في ظل التعنت الحالي”.

وفيما يخص “كلمة السر من الخارج “، يتساءل شربل: “لماذا يجب أن تكون هناك كلمة السر من الخارج؟ لماذا لا تكون كلمة السر لبنانية؟ لماذا لا نحلم يومًا أن نحقق إنجازًا لبنانيًا خالصًا؟ مذكرًا أن “التاريخ اللبناني شهد العديد من الاتفاقات التي تمت خارج لبنان، بدءًا من اتفاقات لوزان والقاهرة والطائف، لكنه لم يشهد أبدًا اتفاقًا يحمل اسم “اتفاق بيروت” أو أي منطقة لبنانية، وحتى الدستور اللبناني وُضع خارج البلاد، وهو ما يراه شربل غير طبيعي، فلا يوجد دولة في العالم يُكتب دستورها خارج أراضيها”.

Exit mobile version