السيد يحذر من “تصفية الحسابات”
في منشور جديد له على حسابه عبر “اكس” اليوم الاربعاء، حذر النائب جميل السيد من الأوضاع الأمنية الحالية في لبنان، داعياً إلى اتخاذ الحذر الشديد في هذه الفترة الحساسة التي يمر بها البلد.
وأشار السيد إلى أن هناك ثلاثة أنواع من النازحين السوريين في لبنان، ولفت إلى التحديات التي قد تترتب على هذا التنوع في السياقات الأمنية والسياسية في ظل المرحلة الانتقالية التي يمر بها لبنان.
أوضح النائب جميل السيد أن لبنان يواجه اليوم ثلاث فئات من النازحين السوريين، كل واحدة منها تحمل خصوصيات واهتمامات مختلفة:
النازح الاقتصادي المعيشي: وهو النازح الذي جاء إلى لبنان بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة في سوريا، ولا يشكل تهديداً أمنياً مباشراً.
النازح القديم: الفئة الثانية تتضمن النازحين الذين وصلوا إلى لبنان في فترة سابقة، وكان غالبيتهم يعارضون نظام الحكم السوري السابق. وهذا النوع من النازحين قد يكون له تأثيرات سياسية وثقافية مختلفة، خصوصاً في ظل الظروف الحالية في سوريا.
النازح الجديد: وهم أولئك الذين بقوا في ظل الحكم السوري السابق، سواء كانوا من مؤيدي النظام أو مواطنين عاديين. وقد يكون لهؤلاء النازحين تأثير أكبر على الواقع السياسي في لبنان بالنظر إلى تجاربهم وتوجهاتهم السابقة.
وفي سياق تحليله للوضع الراهن، أشار السيد إلى وجود بعض اللبنانيين الذين يعبرون عن تعاطفهم السياسي أو الديني مع هذا النازح السوري أو ذاك. وهذا الخليط من النازحين اللبنانيين قد يؤدي إلى تصعيد الخلافات بين بعضهم البعض، مما يشكل تهديداً للأمن الاجتماعي والسياسي في البلاد.
وأكد النائب السيد أنه لا يجب السماح بتحويل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات الطائفية والسياسية أو لتنفيس الأحقاد بين النازحين السوريين أنفسهم، وبين اللبنانيين الذين يتعاطفون مع أطراف معينة من هؤلاء النازحين. وأشار إلى أن الوضع الراهن يتطلب التعامل بحذر تام لتجنب أي توترات أمنية أو سياسية قد تزعزع استقرار البلاد.
وشدد النائب جميل السيد على ضرورة الحذر الأمني الشديد في هذه الفترة، حيث قال: “الأمن يقول إنك كلما استدركتَ المشاكل باكرًا، كلما أصبح بإمكانك السيطرة عليها”. وأكد على ضرورة أن تكون الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني على أتم الاستعداد لمواجهة أي تطورات قد تهدد الاستقرار الداخلي.
وأوضح أن المسؤولين الأمنيين يجب أن يكونوا في حالة يقظة تامة ويُفترض أن يكون لديهم “عشرات العيون” لمراقبة الوضع الأمني ومنع أي مفاجآت. وأكد أن “درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”، مشيراً إلى أن الوقاية المبكرة من الأزمات هي الأفضل من التفاعل معها بعد حدوثها.
خلفية:
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس للغاية في لبنان، حيث لا تزال البلاد تعاني من تأثيرات الأزمات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن تداعيات النزوح السوري الذي أثر على الوضع الأمني والاقتصادي في مختلف المناطق اللبنانية. في هذا السياق، يرى العديد من المراقبين أن المرحلة الانتقالية التي يمر بها لبنان تقتضي الهدوء والاستقرار، وتجنب الانزلاق إلى أي صراعات داخلية جديدة.
النائب جميل السيد، الذي عرف بتصريحاته الجريئة والمباشرة حول الشأن السياسي والأمني في لبنان، يواصل دعوته إلى اتخاذ إجراءات وقائية لحماية لبنان من أي تداعيات سلبية قد تنشأ بسبب الوضع الإقليمي المضطرب أو بسبب الصراعات الداخلية.