خط اميركي للتواصل مع “النصرة” عبر بيروت

انتهت سكرة “الغبطة” والاحتفال “بالانتصار”، التي ملأت الدنيا من دمشق الى بيروت والكلام الكثير الذي اطلق من كل حدب وصوب، انخفضت نسبيا اليوم لمصلحة الترقب وانتظار الـ”ما بعد” واليوم التالي، حيث لا بد للساعات والايام القليلة المقبلة ان تكشف عن المزيد من المفاجآت والاسرار، بما يرتبط بمصير ومستقبل اطراف كثيرة.

فالتبدلات المتسارعة التي تعيشها المنطقة خاصة سوريا، بحسب ما تقول مصادر اميركية سياسية، تدل كلها على ان مرحلة جديدة في الشرق الاوسط انطلقت جديا. وبالتالي، فإن عدم مجاراة التغييرات الجارية، قد يعرّض لبنان من جديد لهزات امنية عسكرية وسياسية وكبيرة، ما يعزز المخاوف من سيناريو كهذا، المخاوف من خروج دعوات في بعض المناطق للانضمام الى سوريا.

وعلى اهمية الملف السوري وتداعياته على المنطقة، استمر الملف اللبناني حاجزا مكانه على الاجندة الدولية، من المباحثات التي شهدتها وستشهدها العاصمة الفرنسية، على اكثر من صعيد، الى كلمة الرئيس جو بايدن التي اصر فيها على ذكر الاستمرار في لبنان، عشية زيارة مستشار الامن القومي جاك سوليفان الى “اسرائيل” لبحث مجموعة من الملفات ومن بينها ملف الحدود الجنوبية، وتقييم آلية عمل ورقة الضمانات الاميركية – “الاسرائيلية”، فيما خص حرية الحركة في لبنان.

مصادر اميركية متابعة تشير الى انه الى جانب الخطوط المفتوحة مع انقرة على صعيد التواصل غير المباشر مع المجموعات المسلحة في سوريا، فان واشنطن باشرت بفتح خطوط موازية عبر طرف لبناني فعال، لعب خلال الساعات الماضية دورا اساسيا في التواصل وساهم في عملية الانقلاب الابيض في دمشق، والتي انتهت الى “دخول مضبوط”، لقوات المعارضة الى العاصمة، التي شهدت بعض “الارتكابات” التي بقيت ضمن الحدود المقبولة.

وكشفت المصادر ان الطرف نفسه ساهم في الاتصالات التي انتهت الى انسحاب ما تبقى من مجموعات لحزب الله، حيث جرى تامين “ممر آمن”، انتقلت عبره مجموعات كانت تتواجد في مناطق وسط حمص، مهمتها تامين مخازن سلاح استراتيجية، وكذلك من داخل مدينة حمص ومن القصير، فضلا عن انتقال مجموعات اخرى من “السيدة زينب” من المقاتلين والمسؤولين وعائلاتهم.

وتابعت المصادر، بان واشنطن اوصلت اكثر من رسالة من خلال:

– تنفيذها اكثر من 75 غارة بواسطة قاذفات استراتيجية من نوع بي -52، استهدفت مواقع لـ “داعش” في الصحراء، وكذلك مواقع لفصائل قريبة من طهران في البادية.

– تغطيتها العملية العسكرية “الاسرائيلية”، سواء لجهة التقدم البري باتجاه دمشق في اطار خطة عسكرية ، تتطور وفقا لمسار الاحداث، فضلا عن الحملة الجوية التي نفذتها وادت الى تدمير كامل للقوة الباليستية السورية وللاسلحتها الاستراتيجية ومخازن السلاح النوعي، بما فيها المضاد للدروع، المتواجدة على الاراضي السورية.

– تغطيتها لتقدم قوات “قسد” باتجاه بعض المعابر الاساسية ونقاط الاتصال بين العراق وسوريا والتي تستخدمها الفصائل المحسوبة على ايران.

– تغطيتها لتقدم قوات المعارضة من الجنوب والمدعومة من الاردن، والتي كانت اولى الوحدات التي دخلت الى دمشق، وتمركزت في نقاط اساسية محددة لها سلفا، فضلا عن تكليفها تأمين سلامة بعض القيادات السورية، التي ستلعب دورا في المرحلة المقبلة.

المصدر: الديار – ميشال نصر

Exit mobile version