كتب عماد مرمل في” الجمهورية”: تملك مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع تفاصيل أكثر وضوحاً حول الرواية الروسية لما جرى مع الأسد في المرحلة الأخيرة، لافتةإلى أنّ موسكو حاولت مساعدته لتفادي وصوله إلى حيث وصل ولكنّه لم يتجاوب بالمقدار الكافي.
وتشير المصادر، إلى أنّ القيادة الروسية كانت قد نصحت الأسد بإبداء مرونة حيال المعارضة السورية وتخفيف التوتر معها من خلال اتخاذ بعض الإجراءات التي يمكن أن تمهّد لحل سياسي ومن بينها: إطلاق عدد من المعتقلين. إجراء بعض الإصلاحات السياسية. السماح للنازحين السوريين بالعودة.
تذاكر حفلات موسيقية
ووفق المصادر، فإنّ الروس كانوا يتلقّون من الأسد إشارات تفيد باستعداده للتجاوب وصولاً حتى إلى الإيحاء بأنّه سيضع جدولاً زمنياً للتنفيذ، لكنه كان لا يلبث أن يتراجع، وهم يعتبرون انّ بعض القوى الإقليمية الحليفة له لم تضغط عليه بالدرجة المطلوبة لدفعه إلى الانخراط الجدّي في التسوية السياسية.
وتبعاً للمصادر الديبلوماسية، ترك ملف الحرب في أوكرانيا تأثيراً كبيراً على نمط التعاطي الروسي مع الأزمة السورية، بعدما ادّت تلك الحرب إلى استنزاف جانبٍ من طاقات موسكو، وبالتالي تبديل إيقاع دورها وحدوده في سوريا بالمقارنة مع ما كان عليه قبل بدءالمواجهة العسكرية مع أوكرانيا.
وتلفت المصادر إلى أنّ الحرب الأوكرانية تسببت في استنزاف بشري لروسيا، وتعتبر المصادر الديبلوماسية، انّ اوكرانيا المتاخمةلروسيا هي على رأس أولويات موسكو بمعايير الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية، والأرجح انّ المرونة التي أبدتها حيال مصير الأسد ستسمح لها لاحقاً بتحصيل مكاسبفي أوكرانيا والدفع نحو إنهاء الحرب على قاعدة مراعاة شروطها،كذلك تأمل موسكو في تخفيف جزء من العقوبات الأميركية والأوروبية عليها في المرحلة المقبلة، ولاسيما منها تلك المتصلة بتصدير الغاز والبترول إلى أوروبا، الامر الذي سيمنحها القدرة على تأمين العملة الأجنبية، علماً انّ نحو 72 في المئة من دخل الخزينة العامة بالعملة الأجنبية انما يتأتى أساساً من تصديرالغاز والبترول اللذين اضطرت روسيا بعد الحصار الغربي عليها إلى بيعهما للصين والهند بأسعار رخيصة.
وتكشف المصادر الديبلوماسية انّ من بين أسباب قرار موسكو بمنح الأسد وعائلته حق اللجوء اليها انّ زوجته أسماء تُعالج من مرض السرطان في مركز عالمي متخصص في روسيا، كذلك ابنه البكر هو خريج إحدى الجامعات الروسية، إضافة إلى مراعاة الرئيس فلاديمير بوتين جانب العلاقة الشخصية التي كانت تربطه بالرئيس السوري السابق.
وتشير المصادر إلى أنّ القيادة الروسية ستؤمّن الحماية للأسد لكن لن يكون له هامش لأي نشاط سياسي مستقبلي على أراضيها.