أكدت مصادر رسمية لبنانية لـ”العربية” أن اتصالات رفيعة المستوى جرت بين مسؤولين لبنانيين، بما في ذلك سياسيين وأمنيين، انتهت في الساعات الأخيرة إلى السماح بإدخال عائلات سورية إلى لبنان عبر معبر المصنع الحدودي بين سوريا ولبنان.
وأوضحت المصادر أن “معظم السوريين القادمين إلى لبنان هم من المسيحيين والشيعة، الذين يخشون التعرض للاعتداءات في مناطق سكنهم في دمشق وغيرها من المناطق السورية بعد انهيار نظام بشار الأسد”.
وأضافت المعلومات أن “بعض المسؤولين وضباط النظام السوري السابق من الطائفتين العلوية والسنية قد أرسلوا عائلاتهم إلى لبنان، حيث قام الميسورون منهم باستئجار شقق في بيروت وفي مناطق يُعتقد أنها محسوبة على حزب الله”.
في سياق متصل، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، السوريين الذين لجأوا إلى لبنان للعودة إلى ديارهم بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حيث قال خلال ندوة سياسية في روما يوم أمس السبت أن “تداعيات الحرب السورية جعلت من لبنان حاضنًا لأكبر عدد من اللاجئين نسبة إلى عدد سكانه”، مشيرًا إلى أن “اللاجئين السوريين يشكلون ما نسبته ثلث سكاننا”.
وأضاف ميقاتي، “الضغط كبير جدًا على مواردنا، ما يزيد من تفاقم المشاكل الاقتصادية الحالية ويخلق منافسة شديدة على الوظائف والخدمات”، مشيراً إلى أن “عدد سكان لبنان يبلغ 5.8 مليون نسمة، وأن البلد يستضيف حاليًا نحو مليوني لاجئ سوري، مع أكثر من 800 ألف منهم مسجلين لدى الأمم المتحدة، ما يجعل لبنان يتصدر الدول من حيث نسبة اللاجئين إلى عدد السكان”.
ويذكر أن العديد من السوريين فروا من بلادهم بعد اندلاع الحرب في عام 2011، إثر قمع السلطات للاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وقال ميقاتي، في الندوة التي نظمها حزب رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، “فراتيلي ديتاليا” (أخوة إيطاليا)، أنه “يجب على المجتمع الدولي، وخصوصًا أوروبا، أن يساعد في عودة السوريين إلى وطنهم”، وأكد أن “هذه العودة يجب أن تتم عبر الانخراط في جهود التعافي التي تُبذل في المناطق الآمنة في سوريا”.