“ليبانون ديبايت”
هل أيام النظام الإيراني باتت معدودة؟ هذا ما توقعه محلل بارز في الشؤون الشرق أوسطية، حيث أشار إلى أن النظام الإيراني قد لا يستمر لعام إضافي كامل، خاصة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا.
صرّح حازم الغبرة، المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية، بأن الشعب الإيراني قد يكون قريباً من الانتفاض ضد حكومته، موضحاً أن “الشعب الإيراني لديه من الأسباب ما يكفي للقيام بثورة ضد حكومته”، مؤكداً أن أحداً لن يجبرهم على الانتفاض، لكنه شدد على أن هذا الأمر “سيحدث حتماً”. جاءت تصريحاته خلال مناقشة تطورات الوضع مع الكاتب والمحلل البريطاني-الإسرائيلي جوناثان سباير.
من جانبه، أعرب سباير عن قلقه من احتمال تسريع النظام الإيراني برنامجه النووي كوسيلة لاستعادة قوته بعد الانتكاسات الأخيرة، بما في ذلك اغتيال إسرائيل لقائد حزب الله حسن نصر الله وعدد من قياداته الرئيسية، بالإضافة إلى ضربة انتقامية استهدفت إيران وكشفت عن ضعف دفاعاتها الجوية. وأوضح سباير أنه رغم هذه الانتكاسات، فإن النظام الإيراني قد يلجأ إلى استخدام البرنامج النووي كوسيلة لإثبات قوته في ظل تراجع فعالية استراتيجيته عبر الوكلاء، لكنه أشار إلى أن هذا لا يعني بالضرورة اتخاذهم قراراً نهائياً بالانتقال إلى تطوير سلاح نووي.
وأكد سباير على أهمية مراقبة أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية لهذا التطور عن كثب، مشدداً على ضرورة وجود وقت كافٍ لاتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك عمل عسكري لمنع هذا الطموح. وأضاف أنه تحت أي ظرف لا ينبغي السماح للنظام الإيراني بالوصول إلى القدرة النووية. ورغم ذلك، أشار إلى أنه لا يتوقع أن تتخذ إيران أي إجراء مباشر ضد إسرائيل أو دول أخرى لإثبات قوتها بعد انهيار النظام السوري، لكنه حذر من أن إيران، رغم الضربات التي تلقتها، لا تزال تشكل تهديداً إقليمياً عبر وكلائها في العراق واليمن ولبنان.
في سياق متصل، تستمر إسرائيل في تنفيذ ضربات متكررة في سوريا، مستهدفة مناطق مثل السويداء ودمشق والقلمون ومصياف واللاذقية وطرطوس. وتركزت هذه الضربات على مستودعات أسلحة كيميائية وباليستية، ومحطات رادار، ومراكز بحث علمي، ومستودعات أسلحة. وأوضحت إسرائيل أن الهدف من هذه العمليات هو منع وصول أسلحة حساسة إلى الجماعات التي تعتبرها تهديداً وضمان حماية حدودها.
وأشار الغبرة إلى أن العديد من هذه الضربات كان مخططاً لها مسبقاً قبل سقوط النظام السوري، موضحاً أن انهيار النظام ربما يكون قد سرّع تنفيذ بعض العمليات، لكنه أكد أن هذه العمليات ليست مجرد رد فعل مباشر على سقوط دمشق وانهيار النظام.
دعا الغبرة إلى تعزيز العمل مع المعارضة السورية بشكل أكثر نشاطاً، مؤكداً أن الشعب السوري يسعى للاستقرار والحداثة، وأن سوريا تحتاج إلى الانضمام إلى القرن الحادي والعشرين. وأوضح أن هذه اللحظة تمثل فرصة للتعاون مع الشعب السوري لتحقيق هذه الأهداف. كما شدد على أن كل من الحكومة السورية والشعب سيحتاجان إلى دعم فني ودولي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل ودولاً أخرى يمكن أن توفر هذا الدعم مقابل تحقيق توقعات محددة قد تسهم في التطبيع.
في هذا الإطار، أضاف سباير أن إسرائيل يمكنها أن تبادر بجهود إنسانية، مؤكداً أنه لا ينبغي أن تكون هناك أي عقبة أمام البدء بمثل هذه المبادرات، معبراً عن رغبته في رؤية ذلك يتحقق. وخلص المقال إلى أن المنطقة تشهد مرحلة جديدة محتملة، حيث تفتح التغيرات في سوريا وإيران الباب أمام فرص جديدة للتحالفات والاستقرار.