في وقت تشهد فيه الساحة السياسية اللبنانية حالة من التوتر، وبالاستناد إلى التحليلات والتكهنات التشاؤمية التي تروج لها بعض الأطراف السياسية ومنصاتها الإعلامية، التي تشكك في إمكانية أن تكون جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقبلة مثمرة، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري تفاؤله بخصوص هذه الجلسة، مشدداً على أنها ستكون ناجحة.
وفي تصريح خاص لصحيفة “الجمهورية”، قال بري: “ما الذي تغير حتى أغيّر رأيي وأصبح متشائماً؟ أنا دعيت إلى هذه الجلسة منذ أكثر من شهر، وهو ما أتاح لجميع الأطراف فرصة طويلة لإجراء نقاشات وبلورة توافقات. وفي يوم الجلسة، سننزل إلى مجلس النواب، والجلسة ستكون مثمرة كما قلت سابقاً”.
ورداً على التساؤلات حول تصريحات بعض النواب المعارضين الذين تحدثوا عن وجود “كمين” سياسي في جلسة انتخاب الرئيس المقررة في 9 كانون الثاني، أبدى بري استغرابه وقال: “هذا كلام مستغرب ولا أعلق عليه”.
وفي تأكيد آخر على إصراره على عقد الجلسة في موعدها، أشار بري إلى أنه سيقوم بتوجيه دعوات رسمية لجميع البعثات الدبلوماسية في لبنان لحضور الجلسة.
و فيما يستمر الوضع السياسي في لبنان في تعقيده، يظهر أن التأجيل المتكرر لانتخاب رئيس للجمهورية قد أدخل البلاد في حالة من الركود السياسي. ومنذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 تشرين الأول 2022، فشلت جلسات مجلس النواب المتعددة في الوصول إلى انتخاب خلف له، بسبب الانقسامات الحادة بين القوى السياسية، مما أثار قلقاً عميقاً في أوساط اللبنانيين والدبلوماسيين على حد سواء. وبالتوازي مع هذه الأجواء، تزايدت الضغوط الدولية والإقليمية من أجل الوصول إلى حل سياسي شامل.