“ليبانون ديبايت”- فادي عيد يتّفق أكثر من نائب حالي وسابق، على أنه من غير الجائز حرق “المرشحين” الجدّيين إلى رئاسة الجمهورية، كما هي الحال في الأيام القليلة الماضية، حيث باتت اللائحة المتداولة بأسماء المنضوين إلى نادي المرشحين للرئاسة مُتخمة بالخيارات، والتي لا يرى فيها مرجع حزبي معارض، خياراً قادراً على إدارة المشهد الداخلي السياسي والأمني والإقتصادي والمالي في المرحلة المقبلة. وإذا كان المرجع الحزبي نفسه، يتحدّث أمام زواره عن أن زمن ما بعد وقف إطلاق النار، قد فرض معطيات داخلية تأخذ بالإعتبار تجربة وقرار الحرب وجبهة الإسناد، من أجل إجراء مراجعة جدية بتجربة الحرب والنتائج التي أدّت إليها من جهة، فإن سقوط نظام بشار الأسد، ومعه المعبر الأساسي الذي ارتكز عليه المحور الإقليمي بقيادة إيران، لم يشكّل فقط إطاراً ودافعاً أساسياً لتسريع هذه المراجعة، بل تحوّل إلى سببٍ أساسي لاعتماد القرار الدولي 1701 واتفاق وقف النار، كصيغة من أجل حماية الساحة الداخلية من أي عواصف قد تهبّ على لبنان، مع موجة التحوّلات ذات الطابع الدراماتيكي في المنطقة، وليس فقط في سوريا. ولا يمكن إغفال أن المسار الذي انطلق بعد الحرب وبعد الزلزال السوري، قد لا يتوقف عند هذه الحدود، وفق ما ينقل المرجع من معلومات مسرّبة عبر قنوات ديبلوماسية، على قاعدة أن بعد العشرين من كانون الثاني المقبل، كل السيناريوهات متوقعة من الرئيس دونالد ترامب، الذي، وبعد تجربته الرئاسية سابقاً، برهن أنه من الصعب التكهّن بخطواته، خصوصاً وأنه متحرِّر في عهده هذا من أي تأثير داخلي أو خارجي، ولا يركِّز سوى على تكوين صورة مميّزة له ومختلفة عن صورة الرئيس الحالي جو بايدن. لكن على مستوى الملف اللبناني، فمن المؤكد أن ترامب وإدارته الجديدة ومستشاره اللبناني، لم يباشرا بوضع أي استراتيجية حتى اللحظة، ما يعني أن الملف الرئاسي ما زال في الملعب اللبناني راهناً، وهو ما يفسّر “استعجال” من عطّل انتخاب الرئيس، كما يسميه المرجع المعارض، إلى تثبيت خياره ولو عبر مرشحٍ جديد غير مرشحه السابق، وبالتالي تجاهل أي مرشح آخر يحمل صفة الجدية والقدرة على إدارة المرحلة المعقّدة التي تمر بها البلاد، وكأن الواقع الداخلي لا يشهد أزمات متراكمة، وأخرى مرتقبة على أكثر من مستوى. ومن هنا، فإن تموضعاً نيابياً جديداً في جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، قد بات حتمياً، لأن الحدث السوري قد أرسى مناخاً سياسياً هو مناخ ما بعد “الصدمة” ، الذي حوّل الأنظار عن الحرب الأخيرة ووضع على طاولة المجلس النيابي قواعد اشتباك بدأ الإعداد لها من خلال حراكٍ يجري بعيداً عن الإعلام، من أجل تحضير خارطة تحالفات تمهيداً لجلسة انتخاب الرئيس المقبلة، خصوصاً في ظل غياب أي تقاطع حتى الساعة على مرشّح معين لدى فريقي المعارضة، كما لدى”الثنائي الشيعي” وحلفائه، ما يجعل من اللائحة الجدية غير معلومة بعد بانتظار كلمة السرّ الرئاسية. |