سيناريو تفاؤلي أم مأزق

“ليبانون ديبايت”

قد لا تتطابق أجواء التفاؤل والإيجابية المفرطة التي يضفيها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مع المعطيات التي تتكشّف تباعاً عن اللقاءات وحركة الإتصالات التي يقوم بها موفدون ومرشحون للرئاسة وهم باتوا كثراً، والتي لم تُفض إلى اليوم إلى الإقتناع بأن المهلة الداهمة التي يتحدث عنها رئيس المجلس وسفراء اللجنة الخماسية، من الممكن أن تشكّل دافعاً لدينامية سياسية “مُثمرة” خلال الأيام القليلة الفاصلة عن بدء إجازة الأعياد وسفر بعض النواب إلى الخارج اعتباراً من عطلة الأسبوع الحالي.

وفي حين تتواصل الجهود الواضحة التي يبذلها كل فريق محلي لدعم مرشحه للرئاسة، تكشف مصادر نيابية متابعة لـ”ليبانون ديبايت”، عن أن المناخ الإيجابي الذي يعبر عنه بعض المسؤولين يستند إلى مناخ من التقاطعات الدولية والإقليمية، التي تظهر تباعاً في التحركات الدبلوماسية المكثفة التي يقوم بها موفدو وسفراء عواصم اللجنة الخماسية في بيروت، تحت سقف توجيه الرسائل بأولوية وضع حدّ لملف الشغور الرئاسي في لبنان.

أما عن طبيعة مشهد ساحة النجمة في 9 كانون الثاني المقبل، فتتحدث المصادر، عن سيناريو التقاطع بين كتل “الثنائي الشيعي” و”اللقاء الديمقراطي” و”التيار الوطني الحر”، على انتخاب رئيس توافقي، في مقابل سيناريو آخر، يرتبط بتوجهات أخرى لدى المعارضة، حيث أن جزءاً منها يطرح انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون، مقابل جزء آخر لم يحسم موقفه بعد.

وفي هذا السياق، تشير المصادر إلى ما وصفته بـ”المحاولة الجدّية” لخرق الإصطفافات التي كانت قائمة على امتداد العامين الماضيين إزاء انتخاب رئيس للجمهورية، وتعرب عن الإعتقاد بأن فشل هذه المحاولة سيؤدي إلى تحويل جلسة 9 كانون الثاني إلى جلسة شبيهة بكل الجلسات ال 12 السابقة، وذلك على الرغم من تفاؤل رئيس المجلس، لأنه من الصعب، وفي غياب التوافق السياسي، أن يتمكن أي مرشح من الحصول على الأصوات النيابية المطلوبة ليُنتخب رئيساً للجمهورية.

وفي هذه الحالة، تتخوّف المصادر من أن تتحوّل جلسة الإنتخاب إلى ما يشبه المأزق السياسي الذي يعيد مشهد التعقيدات بكل تفاصيلها إلى ساحة النجمة، وبالتالي، نسف كل سيناريوهات التوافق للإسراع في إنجاز الإستحقاق الرئاسي، ذلك أن الذهاب إلى مواجهة بين الفريقين الأساسيين في المجلس النيابي، سيدفع نحو الدخول من جديد في نفق التعطيل، أو انتخاب المرشح القادر على تأمين 86 صوتاً نيابياً، وبالتالي بقاء كتل نيابية خارج هذا السيناريو، ما يؤدي إلى تكريس واقع الإنقسام السياسي مجدداً على الساحة الداخلية.

Exit mobile version