إذا لم «يبيضها» شهر ديسمبر وتغمر الثلوج جبال لبنان، فإن حظ المؤسسات السياحية الكائنة خصوصا في مناطق التزلج في لبنان سيكون قليلا بالنظر إلى الحرب المدمرة التي ضربت البلاد على مدى شهرين وضربت معها القطاع السياحي وطالت شظاياها أيضا موسم الأعياد.
صحيح ان الحرب انتهت قبل نحو أسبوعين، إلا أن عوامل عدة تجعل من موسم الأعياد ناقصا ومغايرا عن الأعوام السابقة. وأول هذه العوامل أن عدد المغتربين اللبنانيين المنتظرين خلال الشهر الجاري أقل بـ 50% من العدد المألوف، في موازاة عدم إقبال السائح المصري والأردني والسوري على المجيء بسبب أحداث لبنان وسورية على حد سواء، فيما يتوقع أن يأتي السائح العراقي ولكن من دون أن يحدث مجيئه فرقا في المشهد السياحي العام.
من هذا المنطلق، تبدو العين في قابل الأيام على «بياض» الثلوج لاستقطاب اللبنانيين من مقيمين ومغتربين وتحريك الفنادق والشقق المفروشة والمطاعم والمحال التجارية في المناطق الجبلية.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ«الأنباء» أن «الجبال المكسوة بالثلوج وممارسة رياضة التزلج تملكان قوة استقطاب وجذب للبنانيين والسياح، ومناطق التزلج تنتظر الثلوج ليزدهر النشاط فيها هذه الفترة».
وعن تقييمه للحركة السياحية بعد توقف الحرب في لبنان، قال الأشقر: «الوضع تحسن في بعض القطاعات وبعض المناطق، وبدأت بيروت تتنفس أكثر من غيرها من المناطق وثمة حجوزات في الفنادق، لكن مع ذلك يبقى التحسن بطيئا ومحدودا وتبقى الحجوزات أقل من المرتجى فيما الحفلات الفنية الكبرى غائبة». وأشار إلى أن «ما نشهده ليس موسم أعياد، وإنما عبارة عن 10 أيام سيقضي خلالها الناس نصفها في البيوت والنصف الآخر خارجها».
وتابع الأشقر: «عندما كان لبنان على الخارطة السياحية وكان العرب يقصدون البلد، كان موسم الأعياد عبارة عن شهر أو 20 يوما على أقل تقدير، وكانت نسبة الإشغال في المؤسسات السياحية 100%، لذا نحن اليوم نتطلع إلى استقرار دائم ليكون لبنان البلد السياحي الأول في الشرق الأوسط، وتكون السياحة القاطرة الأساسية للاقتصاد في لبنان».
من جهته، قال نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والملاهي والباتيسري خالد نزهة لـ «الأنباء» إن «حركة المطاعم وأماكن السهر في تحسن تدريجي، لكن ليست الحركة المعهودة في هذا الوقت من السنة والتي شهدناها في ديسمبر من العام الماضي». وأضاف: «اتفاق وقف إطلاق النار سبق بوقت قصير بدء شهر ديسمبر، وبالتالي الفنانون الكبار الذين يحييون حفلات رأس السنة كانوا تعاقدوا قبل وقت طويل على إحيائها خارج لبنان. ومع ذلك نحن كنقابة نتابع مع أصحاب المؤسسات السياحية كي تكون في جهوزية عالية في حفلات نهاية السنة من زينة وقائمة طعام وبرنامج سهر، ومع مراعاة للأسعار بإشراف منا كنقابة».
وأكد نزهة أن «التطلع هو إلى لبنان جديد مستقر يعتمد على السياحة المستدامة لا على «الشغل عالقطعة»، لاسيما أن لبنان يملك كل المقومات السياحية، ومنها سياحة التزلج التي يعول عليها في المناطق الجبلية العالية».
يراهن النقباء السياحيون على استقرار مستدام في لبنان للترويج من جديد لأفضل سياحة وأفضل خدمات في بلد الأرز و«بلد العيد»، أما في المدى القريب، فثمة من يرصد الأحوال الجوية عل الزائر الأبيض يرفد الأعياد بما تحتاجه من حركة وبركة.
المصدر: الأنباء الكويتية – بولين فاضل