“حلم نتنياهو”… من غ ز ة حتى العراق مرورًا بجبل الشيخ

“حلم نتنياهو”… من غ ز ة حتى العراق مرورًا بجبل الشيخ

يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ توليه السلطة، على تحقيق ما يُعرف بـ”الحلم الأكبر” لإسرائيل، وهو إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط لتحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى”.

هذا المشروع الذي يُعتقد أنه يمتد من غزة إلى جبل الشيخ ومن الجولان إلى حدود العراق، يثير جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية.

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي صالح المعايطة لـ”سكاي نيوز” أن هضبة الجولان، التي احتلت إسرائيل نحو 70% منها منذ عام 1967، تمثل ركيزة استراتيجية لإسرائيل.

وأشار المعايطة إلى أن المصادر المائية للجولان تُغطي حوالي 14% من مياه سوريا، مما يجعلها منطقة حيوية اقتصاديًا وعسكريًا، كما أن السيطرة الإسرائيلية على الجولان تُمكّنها من التحكم في بحيرة طبريا، ما يضيف أبعادًا استراتيجية تتيح لها التأثير على الأردن ولبنان بشكل مباشر.

استفادت إسرائيل من الفوضى الأمنية في سوريا لتعزيز وجودها العسكري، فقد سيطرت على مواقع استراتيجية في جبل الشيخ المطل على سوريا ولبنان، وأنشأت مستوطنات جديدة في الجولان، حيث يعيش أكثر من 31 ألف مستوطن يعمل معظمهم في الزراعة.

وفي سياق متصل، استولت إسرائيل على ثلاث قرى جديدة جنوب سوريا، بما في ذلك جملة في درعا ومزرعة بيت جن ومغر المير في ريف دمشق، ما يعزز نفوذها في المناطق الحدودية.

شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية مكثفة على مواقع في دمشق وريفها، ودرعا، وطرطوس، واللاذقية، ودير الزور، ووفقًا لتقارير، أسفرت هذه الهجمات عن تدمير قدرات سلاح البحرية السوري ومراكز الأبحاث العلمية ومخازن الصواريخ.

يرى صالح المعايطة أن إسرائيل تستخدم مصطلحات مثل “وقف إطلاق النار المؤقت” كوسيلة لخداع الأطراف الأخرى، وأن وجودها في المنطقة ليس مؤقتًا كما تدعي.

وأضاف أن ضعف الحكومة السورية الحالية وتراجع الجيش السوري سمحا لإسرائيل بالتوغل أكثر، في ظل عدم اعتبارها هيئة تحرير الشام تهديدًا حاليًا.

أشار نتنياهو في إحدى تصريحاته خلال محاكمته في قضايا فساد إلى أن ما يحدث يُعد “هزة أرضية لم تشهدها المنطقة منذ اتفاق سايكس بيكو”.

هذه التصريحات تُظهر أن المشروع الإسرائيلي لا يتوقف عند التوسع في الأراضي، بل يتجاوز ذلك إلى إعادة صياغة النظام الإقليمي برمته.

مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي يعمل نتنياهو على تحقيقه يمثل تحديا كبيرا للأمن والاستقرار في المنطقة. في ظل التغيرات الجيوسياسية، يبدو أن خريطة الشرق الأوسط تدخل مرحلة جديدة قد تُعيد تشكيل موازين القوى بشكل جذري.

Exit mobile version