حذفت حسابات التواصل الاجتماعي التابعة للرئاسة السورية، بيانًا منسوبًا إلى رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، والذي تحدث فيه عن “ظروف خروجه من سوريا” في 8 كانون الأول 2024.
وجاء الحذف بعد أن لقي البيان انتشارًا واسعًا عبر منصات فيسبوك وتويتر وتيلغرام، مما أثار العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الأسد يقف بالفعل وراء البيان، أو إذا كان قد تم نشره من قبل أطراف أخرى.
وكان البيان قد أشار إلى أن الأسد لم يغادر سوريا بشكل “مخطط له” كما أشيع في الإعلام، وأنه ظل في دمشق “يتابع مسؤولياته حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 كانون الأول 2024″، أي بعد اندلاع المعارك الأخيرة في العاصمة السورية.
وأضاف البيان أن الأسد انتقل إلى اللاذقية بتنسيق مع الأصدقاء الروس، إثر تمدد “الإرهاب” داخل دمشق، حيث وصل إلى قاعدة حميميم الروسية بعد سقوط دمشق.
وذكر البيان أنه “عند الوصول إلى قاعدة حميميم، تبين انسحاب القوات من كافة خطوط القتال وسقوط آخر مواقع الجيش”، مما اضطره للطلب من روسيا تأمين “إخلاء فوري” إلى الأراضي الروسية في اليوم التالي، أي بعد سقوط دمشق واحتدام المعارك حول القاعدة العسكرية الروسية.
ومع انتشار البيان، بدأت تظهر شكوك حول مصداقيته، خاصة بعدما اختفى البيان من الحسابات الرسمية على فيسبوك وتويتر وتيلغرام مساء الثلاثاء، ثم تم إزالته تمامًا في اليوم التالي. وعلى الرغم من أن المنشورات السابقة بقيت دون تغيير، إلا أن غياب البيان من الحسابات الرسمية أكد الشكوك حول مصدره.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن البيان ربما يكون قد تم نشره من قبل موظفين سابقين في المؤسسات الإعلامية الرسمية السورية، الذين قد يكونوا قد تصرفوا بشكل فردي بعد طردهم من وظائفهم في تغييرات مؤسسية واسعة طالت الإعلام الرسمي بعد سقوط نظام الأسد.
كما تم التأكيد من خلال مصادر خاصة أن هناك أربعة مشرفين على صفحة الرئاسة السورية على فيسبوك، وأن هؤلاء المشرفين ما زالوا داخل سوريا، مما يثير المزيد من الأسئلة حول من كان وراء نشر البيان وحذفِه.
وفي الوقت الذي ظل فيه البيان يثير الجدل، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات السورية أو من بشار الأسد نفسه لتوضيح الموقف أو تفاصيل الحادثة.