شهد البازار الرئاسي خلال الاسبوع الفائت حركة ناشطة تمثلت بظهور عدة أسماء لمرشحين راغبين بالوصول الى سدة رئاسة الجمهورية، ومع استمرار طرح التيار الوطني الحرّ لاسم مدير الأمن العام بالانابة الياس البيسري والوزير السابق زياد بارود والسفير السابق العميد جورج الخوري، ترشح النائب نعمة افرام زائرا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وغيره من المؤثرين في البازار الرئاسي وتم التداول بإسم النائب فريد هيكل الخازن واسم النائب فريد البستاني اللذين قصدا ايضا معراب للغاية ذاتها، كما فعل أيضا المرشح الرئاسي ابراهيم كنعان كذلك سيفعل اليوم المصرفي سمير عساف.
هذا ولم يبد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل معارضة لانتخاب جعجع بل زكّاه كاسم محتمل يحق له أكثر من غيره تبوأ عرش الرئاسة، بينما خرج اجتماع المعارضة الذي عقد في عرين الكتائب في بكفيا بموقف جامع يؤيد ترشيحه، حتى ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مرشح الثنائي الشيعي دعا جعجع لعدم التهرّب من المسؤولية وحثّه على الخوض في المواجهة الرئاسية، معلنا همسا احتمال ترشّح جعجع. هذا وشكلّت معراب محورا اساسيا للقاءات والمشاورات الرئاسية لما يشكّله جعجع من ثقل سياسي وشعبي واقليمي نتج عن ما آلت اليه انتخابات 2022 وحرب أيلول 2024 وتسوية القرار 1701 في تشرين الثاني 2024 وانتصار المعارضة السورية واستلامها السلطة في دمشق.
وفجأة تبنى اللقاء الديمقراطي وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية ليأتي الجواب السريع من جبران باسيل، معتبرا جوزاف عون هنري حلو جديد، وبأن النائب السابق وليد جنبلاط ليس من يقرر الرئيس للمسيحيين، كذلك أعلن فرنجية أيضا استمراره في الترشّح ما عكس موقفا ضمنيا متريثا للثنائي الشيعي، وسط محورية معراب في الحركة الرئاسية وموقف باسيل الرافض حتما لقائد الجيش والموقف الواضح لفرنجية باستمرار الترشح ورمادية الموقع الشيعي، بدا موقف جنبلاط وكأنه أتى ليقطع الطريق أمام الرغبة المسيحية لترشيح سمير جعجع الى رئاسة الجمهورية. ناهيك عن كلام النائب غادة أيوب أمس الذي لم تبنى موقف القوات دعم قائد الجيش.
بينما استغربت اوساط مختلفة موقف جنبلاط هذا أنه لم يعكس كلمة سرّ دولية بتبني قائد الجيش حتى الساعة رئيسا للجمهورية، بل اتى موقف جنبلاط هذا بعد زيارة تنسيقية الى عين التينة وزيارته الى فرنسا غير الضالعة في ملف الرئاسة اللبنانية. ما يعكس اما تنسيقا مع الثنائي الشيعي لفرملة اندفاعة المسيحيين لترشيح جعجع أو محاولة تصفية المرشحين قبل جلسة التاسع من كانون الثاني.