نائب يكشف عن “نقطة أساسية
في إطار الحراك السياسي النيابي الجاري، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب حسين الحاج حسن، على وجود مشاورات واتصالات مكثفة بين مختلف الكتل السياسية في لبنان، مؤكدًا أنه حتى الآن لا يوجد اسم يتوافق عليه كامل النصاب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وفي تصريح لوكالة “سبوتنيك”، أشار الحاج حسن إلى أن حزب الله جزء من هذه الاتصالات، ولكن الحزب لا يملك في الوقت الراهن ما يعلنه حول مسار هذه المشاورات، كون المرحلة الحالية هي مرحلة مشاورات واتصالات مستمرة بين الفرق المعنية. وأضاف أن هذه الاتصالات والاجتماعات ستزداد في الفترة المقبلة، على أن تترجم نتائجها في جلسة مجلس النواب المقررة في 9 كانون الثاني.
وقال الحاج حسن إن كتلة “الوفاء للمقاومة” لم تُسقط أي مرشح للرئاسة بعد، موضحًا أن النقاش حول الأسماء المطروحة ما زال مستمرًا. وأكد أن موقف الكتلة الرسمي سيتم الإعلان عنه بعد التنسيق مع حلفائها السياسيين، مشددًا على أنه من الأفضل الانتظار في الوقت الراهن للحصول على صورة واضحة حول المرشح الذي ستحظى بتأييده.
وأوضح الحاج حسن أن حزب الله لا يتجاهل مسألة السيادة في الانتخابات الرئاسية، حيث أشار إلى أن معظم الأطراف السياسية تتحدث عن “صفة السيادة”، لكنه أكد أن هناك العديد من الصفات التي يجب أن تتوافر في الرئيس المقبل، مثل القوة والمشروع والمبادرة والإرادة على الإصلاح والتغيير،
وتابع قائلاً: “نريد رئيسًا إصلاحيًا يعمل على إصلاح الإدارة والاقتصاد، ويحسن السياسات المالية والنقدية، ويعيد بناء مؤسسات الدولة، وفي الوقت نفسه يحافظ على عناصر قوة لبنان ويطورها، ويحفظ للبنان ما تحقق من إنجازات في مواجهة العدو الصهيوني.”
فيما يخص الوضع في سوريا، شدد الحاج حسن على أن هناك “نظامًا جديدًا في سوريا” و”إدارة انتقالية”، مؤكدًا أن حزب الله يركز حاليًا على ضرورة أن تستقر سوريا وتظل موحدة، دون أن يتم تقسيمها أو فرض أجندات خارجية عليها. وأضاف: “المصلحة الوطنية للبنان وسوريا والمنطقة تقتضي أن تظل سوريا موحدة، في حين أن المشروع الأميركي يسعى لتقسيم المنطقة.”
وأشار إلى أن الإدارة السورية الجديدة يجب أن تمثل جميع فئات الشعب السوري، مشددًا على أن العلاقات بين لبنان وسوريا يجب أن تكون علاقات أخوة وتعاون ومصالح مشتركة، في إطار احترام السيادة لكل منهما.
وعن التطورات في المنطقة، أعرب عن قلقه من العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي اللبنانية والسورية، وقال: “العدوان الإسرائيلي يواصل قصف الأراضي واحتلالها، وهناك طماعات واضحة من قبل الكيان الإسرائيلي، ما يحدث من هجوم إسرائيلي يشكل مؤشرًا خطيرًا، سواء في سوريا أو لبنان، وأضاف أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين تعكس رغبة في توسيع سلطة إسرائيل على مناطق مثل غزة وسوريا ولبنان ومصر.
وحول لجنة إيقاف النار، شدد الحاج حسن على أن المسؤولية الأولى تقع على الدولة اللبنانية في التصدي لهذه الانتهاكات، وأضاف: “الدولة اللبنانية هي المعنية بالتواصل مع اللجنة الخماسية لمنع الخروقات، ولكن إذا استمرت هذه الخروقات ولم تتمكن الدولة من إيقافها، فإن المقاومة ستقرر ما يجب فعله.”
وفيما يخص العلاقة بين حزب الله والجيش اللبناني، أكد أن هذه العلاقة “قوية ومستمرة”، وأوضح أن حزب الله هو جزء من المجتمع اللبناني سياسيًا واجتماعيًا، وله علاقات متينة مع الجيش اللبناني، مشيرًا إلى أن التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني مستمر للحفاظ على أمن لبنان وحمايته من التهديدات الخارجية.
تأتي تصريحات الحاج حسن في وقت حساس بالنسبة للبنان، الذي يعاني من فراغ رئاسي مستمر منذ أكثر من عام، في ظل انقسامات حادة بين القوى السياسية حول المرشح الرئاسي، كما يتزامن ذلك مع استمرار التوترات على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، وتصاعد التحديات الإقليمية في ظل التطورات في سوريا والأزمات المستمرة في المنطقة.