مع سقوط حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 كانون الأول 2023، وتحرير آلاف المعتقلين من السجون في مختلف أنحاء سوريا، عاد الأمل إلى العديد من العائلات التي كانت تبحث عن مصير أحبائها، ومن بينهم عائلة البطلة السابقة في الشطرنج رانيا العباسي، فقد اعتُقلت رانيا في آذار 2013 مع أبنائها الستة، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخبارها.
رانيا العباسي، بطلة سوريا في الشطرنج في الثمانينات والتسعينات، كانت قد اعتُقلت في منزلها بعد يومين من اعتقال زوجها عبدالرحمن ياسين. وبعد عام من اعتقالها، تأكدت العائلة من مقتل زوجها بعد ظهور صورة جثته في ملف “قيصر” الشهير، الذي وثق صورًا لضحايا التعذيب في السجون السورية بين 2011 و2013. ورغم ذلك، ظل مصير رانيا وأطفالها مجهولًا.
في الأيام الأخيرة، مع سقوط الأسد، بدأ الأمل يعود إلى عائلة العباسي. وقالت نائلة العباسي، شقيقة رانيا، وهي طبيبة نسائية أيضًا: “خلال الأيام الماضية عاد لنا الأمل بقوة، تصورنا أن الثوار سيدخلون دمشق ويفتحون السجون ويخرجون رانيا وأطفالها”.
وأوضحت أن “العائلة كانت تتابع الأخبار على التلفزيون، بحثًا عن أي علامة تدل على مكان رانيا أو ظهورها، ولكن دون جدوى، توقفنا عدة مرات لنفحص الوجوه في السجون، لكننا لم نجد شيئًا”.
وأضافت نائلة بحسرة، أنها باتت تشعر بأن الأمل يتراجع مع مرور الوقت، ونددت بما وصفته بـ”النظام الوحشي” الذي يعتقل الأطفال والرضع ويقتلهم أو يخفونهم لسنوات، وقالت: “نبحث عن أي معلومة عن مصيرهم، هل هم أحياء أم شهداء؟ نريد على الأقل أن نعرف أين قبرهم”.
أما والدتها، نجاح المارديني، التي كانت قد عاشت تجربة سجن زوجها بين 1980 و1993، فقالت وهي تبكي: “مهما تأخروا، لدي أمل بأنهم على قيد الحياة وسأضمهم إلى حضني عن قريب”.
على غرار آلاف العائلات السورية الأخرى، زار آل العباسي سجون الفروع الأمنية المختلفة في دمشق وخارجها، بحثًا عن أي مستند أو وثيقة قد تحمل معلومات عن أحبائهم المفقودين، لكنهم لم يجدوا شيئًا.
يذكر أن رانيا العباسي كانت قد اعتُقلت في آذار 2013 مع أبنائها، الذين كانوا حينها تتراوح أعمارهم بين 14 عامًا ورضيعة لا تتجاوز العامين، وحتى الآن، لا يزال مصيرهم مجهولًا.