سيناريوهات ما بعد الـ 60 يوماً..

سيناريوهات ما بعد الـ 60 يوماً..

لا تزال اسرائيل تخرق قرار وقف اطلاق النار وتنفذ عمليات تسلل برية وتفجيرات، اضافة الى غارات جوية وان كانت تراجع عددها في المرحلة الاخيرة، ولعل تبرير البعض لكل هذه الخروقات بأنها مبنية على اتفاق ثنائي بين اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية، لا يلغي امكانية حصول تداعيات خطيرة في حال استمرت الخروقات بعد الايام الستين.

من المؤكد ان تلقي “حزب الله” لضربات قاسمة خلال الحرب ساهم في تكريس سلوكه الحالي وتعامله بروية مع كل ما يحصل، والاكيد ايضا ان قطع خط الامداد سيلعب دورا كبيرا في عدم ذهاب “حزب الله” الى مستويات كبيرة من التصعيد العسكري، وعليه فإن الانتظار اليوم سيد الموقف في ظل عدم قدرة الحزب على غض النظر طويلا لان ذلك سيكرس فكرة انه مهزوم ما سيمنعه على المدى القريب من ترميم قدراته والتحرك بشكل جدي.

يعمل “حزب الله” على تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل وجدي وهذا ما يظهره الواقع جنوب الليطاني والتصريحات العلنية وفي الجلسات المغلقة لقادة الحزب ومسؤوليه، لكن تنفيذ القرار من طرف واحد ليس واردا لدى الحزب، اذ انه لا يمكنه ابدا السكوت على استمرار الخروقات الاسرائيلية بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً التي قبل بها من دون قناعة فعلية بجدواها.

السيناريو المثالي لمرحلة ما بعد الـ 60 يوما هو انتهاء الخروقات وانسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان بالكامل وهذا الامر سيؤدي الى استقرار طويل المدى، اذ يقول بعض المطلعين ان عقودا من الزمن ستمر من دون اي معارك بين لبنان واسرائيل. اما السيناريو الثاني فهو الذهاب الى انسحاب كامل للجيش الاسرائيلي مع استمرار الخروقات وهذا ما قد يتعايش معه الحزب لفترة الى حين ترميم قدرته والعمل على استعادة الردع بشكل او بآخر كما فعل منذ بداية التسعينيات حتى العام 2000.

اما السيناريو الثالث فيقوم على بقاء الجيش الاسرائيلي في الجنوب بعد انقضاء مهلة الـ 60 يوما، وهذا ما قد يشكل فرصة غير متوقعة للحزب، اذ سيستغل الحزب هذا الامر للعودة الى العمليات العسكرية ضد الجيش الاسرائيلي بما يشبه عملياته قبل التحرير وهو بذلك سيحظى بشرعية كاملة من الداخل اللبناني ومن الواقع الدولي، وسيكون الحزب عندها يملك القدرة السريعة على بناء الردع مجددا خصوصا ان اسرائيل لن تنسحب بسرعة الا بعد تعرضها لاستنزاف كبير، لذلك فإن هذا السيناريو الخطير الذي قد يؤدي الى الحرب مجددا.

كل هذه السيناريوهات ستتأثر حتما بالواقع الاقليمي والدولي، وتحديدا التطورات في الساحة السورية وقدرة “حزب الله” على استعادة خط الامداد عبرها او بطرق اخرى، كذلك في الداخل الاسرائيلي، اذ ان الفوضى السياسية في اسرائيل سيساهم في تكرار الحزب تجربة ما بعد حرب 2007 من إلتفاف على القرار 1701..

علي منتش

Exit mobile version