“ليبانون ديبايت”
مع دخول لبنان عصر التغيير وانطلاق مرحلة سياسية جديدة، فإن أكثر من سؤال يُطرح حول تداعيات اعتراض “الثنائي الشيعي” وحديثه عن انقلاب على الإتفاقات، بعد تسمية الرئيس نوّاف سلام بتشكيل الحكومة، وتأثير هذا الإعتراض على التغيير الآتي. ويجزم الكاتب والمحلِّل السياسي في واشنطن وسام يافي، بأن انتخاب الرئيس العماد جوزف عون بأكثرية نيابية ساحقة، وكذلك بالنسبة لتسمية رئيس الحكومة، وبدعم خارجي، أو على الأقل بموقف خارجي غير معارضٍ، يؤكد دخول لبنان عصراً جديداً هو عصر التغيير.
وفي حديث ل”ليبانون ديبايت”، يقول المحلّل يافي، إن واشنطن قامت بدور مهم في تسهيل الإستحقاق الرئاسي، وكذلك الأوروبيين عبر فرنسا. ويعرب يافي عن الإعتقاد بأن “اتفاقاً روسياً ـ أميركياً قد حصل وقضى بترك غرب المتوسط للتأثير الأميركي، على أن يترك الغرب وواشنطن أوكرانيا للروس، وهو ما تُرجم بسقوط النظام في في سوريا وانعكس إيجابياً على لبنان، بحيث بات القرار بيد اللبنانيين، الذين اتجهوا في اللحظة الأخيرة نحو التغيير، وذلك أيضاً بدعم عربي، وخصوصاً من السعودية”.
وبالتالي، يشير يافي إلى أن هذه العوامل قد ساعدت على إنجاز التغيير ولكن العامل الأساسي كان داخلياً، حيث أن “الأكثرية الساحقة التي نجح الرئيسان عون وسلام بالحصول عليها، تدل على أنه حتى في الداخل اللبناني، قد أدرك الجميع أن مصير لبنان بات بيده، ولا أحد في هذه الأكثرية يريد العودة إلى الماضي المؤسف”.
وعلى مستوى موقف “الثنائي الشيعي” وحديثه عن “انقلاب”، يعتبر يافي أن تسارع التطورات أحدث “صدمةً”، وذلك على صعيد سقوط النظام في سوريا أو خروج الروس منها أو انتخاب الرئيس اللبناني.
ويكشف يافي أن “الثنائي حاول إبرام اتفاق، لكن الأكثرية رفضت ذلك، وبالتالي فإن الحديث عن انقلاب، لا يعني أن الأمور متّجهة إلى التصعيد، لأن بيئة الثنائي وبعد الحرب التدميرية، باتت تريد الخلاص والعودة إلى حياتها السابقة، ولذلك فإن الكلمات الكبيرة التي أطلقها الثنائي لن تلاقي أصداءً في شارعه الذي يهتم فقط بالإعمار، لأن عدم تشكيل حكومة سلام أو عرقلتها، سينعكس مباشرةً على بيئة الثنائي لأن الإعمار سيتأخر”.
وعليه، يركِّز يافي على أن “العامل الإقتصادي والإجتماعي يمنع الثنائي من أن يصعِّد بوجه رئيس الحكومة، وأن يكون بالقساوة التي كان يعتمدها في السابق، وعلى الرغم من الإنفعال الآن، فإن الكلام عن إقصاء وإلغاء الذي صدر بعد تسمية سلام، لن يكون له أي تأثير على المديين المتوسط والطويل”.
لذا، ومن الناحية المبدئية، يخلص يافي إلى أن “التغيير سيحصل، لأن لبنان وصل إلى مرحلةٍ الإنهيار التام، وانكسر فيها القالب الذي لطالما استندت إليه المنظومة، وخصوصاً بعد الحرب والدمار واغتيال قيادة حزب الله أو الممانعة ومن ورائها أي النظام السوري وقيادات إيرانية، وبالتالي، فإن سكة التغيير سالكة، وستضم الجميع ومن ضمنهم الشيعة كما قال رئيس الحكومة المكلف”.
ويحذِّر يافي من الدخول الإسرائيلي على خطّ التغيير الحاصل وعلى وحدة الصفّ بين اللبنانيين، لأن وحدة اللبنانيين تجعل من الإسرائيلي في موقع ضعف، خصوصاً وأنه، وعلى الرغم من أن واشنطن تضغط على إسرائيل للإنسحاب من لبنان، فهي قد ترفض الإنسحاب من أجل خربطة المشهد الداخلي، ما سيضع الحكومة أمام الإختبار، لأنه في حال لم تنسحب إسرائيل، فإن خلافاً داخلياً سيحصل بين الممانعة والأكثرية وهو ما سوف تستغله إسرائيل للبقاء في الجنوب، لذلك على الجميع الضغط من أجل الإنسحاب الإسرائيلي”.