حديث التّطبيع انطلق من أروقة واشنطن

ما هي قصّة طلب أميركا وإسرائيل من لبنان التطبيع مع الدولة العبرية، شرطاً لإنهاء احتلال التلال الخمس؟

نفت المراجع العليا كافّة أن يكون الأمر طُرِح عليها. أكّدت مصادر الرئيس العماد جوزف عون أنّ ما يتداوله البعض لم يتبلّغ به لبنان. أبلغ مصدر حكومي “أساس” أنّ أيّاً من الجهات الدولية أو الأميركية لم يطرح مطلباً من هذا النوع على الحكومة ورئيسها القاضي نوّاف سلام، وأوضحت الجهات القريبة من رئيس البرلمان نبيه برّي أنّه لم يتداوله معه أيّ مسؤول أميركي.

كان طبيعيّاً أن تزداد الأسئلة في شأن فكرة التطبيع مع إسرائيل بعدما قالها مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مقابلة تلفزيونية. توقّع ضمّ لبنان إلى سوريا في الاتّفاقات الإبراهيمية، فيما رئيسه دونالد ترامب ما يزال مصرّاً على أنّ المملكة العربية السعودية ستوافق على التطبيع مع إسرائيل على الرغم من رفض قيادتها المتكرّر له ما لم تحصل خطوات عمليّة للاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية. بدا أن لا عودة عن الرفض السعودي بسبب مواصلة بنيامين نتنياهو نهج تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الغزّيّين.

لا اقتراحات أميركيّة للتّطبيع

في استطلاع “أساس” لآراء مسؤولين لبنانيين ودبلوماسيين معنيّين، تبيّن الآتي:

صدى لمداولات واشنطن: استهداف سلام؟

ما غاية تسريبات التّطبيع؟

هل تسريبات التطبيع هي لجسّ النبض أم لاستباق تل أبيب وواشنطن طلب لبنان مساعدات لإعادة الإعمار من أجل طرح الشروط عليه أم لتحييد الأنظار عمّا يجري في غزة وعن عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربية؟ وهل يرمي نتنياهو إلى التسبّب بتصاعد الخلافات اللبنانية الداخلية وإفشال مهمّة نوّاف سلام الإنقاذية؟

تراهن المراجع اللبنانية على أن تثمر الضغوط لتحقيق انسحاب إسرائيل من التلال الخمس. فهي تعطيها حرّية الحركة في القرى المحيطة، خلافاً لزعمها أنّها باقية فيها لضمان عدم عودة مقاتلي “الحزب” إليها وتهديد المستوطنات.

ويشمل هذا الرهان:

رسالة الضّمانات لإسرائيل.. واستخدام العصا

رسالة الضمانات التي سطّرتها إدارة الرئيس جو بايدن، على هامش اتّفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني الماضي، تطلق يد الأخيرة. تعطيها وفق ما تسرّب من مضمونها تفويضاً كاملاً بالتحرّك ضد ما سمّته “انتهاكات الالتزامات في المنطقة الجنوبية”. أمّا خارجها فتترك لها حرّيّة التحرّك “ضدّ تطوّر التهديدات إذا لم يستطع لبنان ولم يرغب في إحباطها بما في ذلك إدخال أسلحة غير قانونية عبر الحدود والمعابر”. وهذا ما يفسّر مواصلة إسرائيل القصف على الحدود اللبنانية السورية. وتعطيها أيضاً الحقّ في تنفيذ الطلعات الجوّية لأغراض الاستخبارات والاستطلاع. وشملت رسالة الضمانات “تعاون أميركا وإسرائيل لكبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في لبنان”.

وليد شُقَير – اساس ميديا

Exit mobile version