السيد يحذّر 

السيد يحذّر 

رأى النائب اللواء جميل السيد في منشور عبر منصة “إكس” أنّ “ما يشهده لبنان اليوم من انسداد سياسي ومراوحة قاتلة في ظل أزمات متفاقمة، يعود إلى تركيبة السلطة القائمة التي باتت خليطًا من أطراف منصاعة للخارج، أو خائفة من العقوبات، أو مترقبة للمتغيرات الدولية على أمل أن تفرض حلاً لم تستطع هي التوصل إليه”.

وقال السيد إنّ “لبنان، ومنذ ما قبل الاستقلال، لم يمرّ بفترة خالية من التأثير أو الابتزاز الخارجي، سواء كان سياسيًا أو أمنيًا أو اقتصاديًا، من قبل دولة واحدة أو أكثر في آنٍ واحد”، مضيفًا أنّ “العائلات السياسية التقليدية في الماضي كانت تركب موجة كل دولة أجنبية وتنتقل من حضن خارجي إلى آخر، لتستزلم له وتخضع لقراراته، وقد ورثت الأحزاب والميليشيات هذا النهج منذ الحرب الأهلية حتى اليوم”.

واستعرض النائب في خلفيته التاريخية مراحل النفوذ الخارجي، مشيرًا إلى أن لبنان خضع تباعًا للتأثير الفرنسي، ثم الناصري، فالفلسطيني، فالإسرائيلي، فالسوري، ثم الإيراني – الفرنسي، واليوم الخليجي – الأميركي، لافتًا إلى أنّ “المشهد الراهن ليس غريبًا عن بلد تعوّد على أن يُدار من الخارج”.

وشدّد على أنّ “الفرق اليوم، أنّ عصر الإنترنت والتواصل ألغى سرّية الضغوط الخارجية والتفاهمات في الكواليس، فباتت كل التحركات العلنية والخفية متاحة أمام الجميع، وبات كل لبناني صغيرًا كان أم كبيرًا، على دراية بما يُدار من الخارج وبما يُنفّذ في الداخل”.

وتابع السيد: “المشكلة الأساس تكمن في أن أهل السلطة اليوم إما يسيرون وراء الخارج طمعًا بسلطة أو مال أو دعم، أو يخشونه خوفًا من العقوبات وفقدان النفوذ، أو يقبعون في خانة الانتظار، يترقّبون التغيرات الدولية على أمل أن تفرض حلاً جاهزًا يُسقط من السماء”.

واعتبر أنّ هذه المعادلة تعني استحالة بناء الدولة في ظل هذا الواقع، محذرًا من أنّ “الضغوط الخارجية، إن تزايدت أكثر، قد تتجاوز قدرة لبنان على الاحتمال، وتقود إلى انفجار داخلي، كما حصل في مراحل عدة من تاريخه المعاصر”.

وختم السيد بتساؤل: “من هو ذاك الذي يملك في الدولة ما يكفي من الاستقلالية والتجرّد والمعرفة والإخلاص لهذا البلد ولشعبه كي يجترح حلاً آمناً وسريعاً؟”، مجيبًا: “هو حلٌّ ممكن على المخلصين الأحرار، لكنه مستحيل على عبيد السلطة والمصالح والمخاوف”.

Exit mobile version