المصدر: ليبانون ديبايت
فاجأت مذكرة الجلب التي أصدرها قاضي التحقيق في قضية مرفأ بيروت طارق البيطار بحقّ رئيس الحكومة حسان دياب، الجميع من قانونيين ورجال دين، وشكّلت مادة جدليّة حول صلاحياته بإصدار مذكرة بحق رئيس حكومة تصريف اعمال.
ويُوضح الخبير القانوني انطوان صفير، أنّ “هناك صراعاً على الصلاحيات بين القاضي بيطار ومجلس النواب في هذه النقطة، فالقاضي بيطار يعتبر نفسه صاحب صلاحية في إصدار المذكرة وجلب الرئيس دياب، فيما مجلس النواب يعتبر انه هو صاحب الصلاحية عبر المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء”.
ووفق هذا الصراع، يرى صفير أنّ “الموضوع لن يكون بهذه البساطة وستكون
له تداعيّات قانونية وسياسية، ويُمكن أن يرد الرئيس دياب بعدم صلاحية ملاحقته
من قبل قاضي التحقيق وأن يلجأ إلى محكمة التمييز طالباً الطعن وصولاً إلى الطلب بتنحية القاضي البيطار لتجاوزه الصلاحيات”.
وحول إمكانيّة أن يصدر مذكرة توقيف كما قال في حال لم يَحضر الرئيس دياب إلى جلسة الاستجواب،
أكّد أنّه “يستطيع ان يصدر مذكرة جلب أو إحضار أو توقيف ما دام يعتبر نفسه صاحب صلاحية،
فالأمر برمته هو صراع على الصلاحيات بين قاضي التحقيق والمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء”.
وكما تدافع المرجعيّات الدينية عن المواقع التي يشغلها “إبن الطائفة”
إنبرت دار الفتوى للدفاع عن موقع الرئاسة الثالثة على إعتبار أنّ هذه المذكرة تمسّ مقام الرئاسة قبل أن تمسّ شخص الرئيس دياب.
وفي هذا الاطار، يُعبّر الشيخ حسن مرعب عن “صدمة الجميع بصدور المذكرة في تجاوز واضح للدستور والقانون والسلم الأهلي،
لم يَحترم مقام رئاسة الحكومة حتى لو كان رئيس حكومة تصريف أعمال”،
متسائلاً “لماذا لم تصدر مذكرة جلب بحق الآخرين ممن تتم ملاحقتهم؟
لماذا لم تصدر مذكرة بحق مدير عام الامن العام او الوزراء والنواب”.
وإعتبر أنّ الامر تعدَّى البحث عن الحقيقة بل وصل للتعمية عن الحقيقة، فالبحث عن الحقيقة يبدأ ممن جاء بالنيترات وخزّنها ،
لذلك يتوصل الشيخ مرعب لإعتبار أنّ الامر سياسي واستغلال لآلام الناس وربما للتشفي من البعض سياسياً،
وقال:”اننا كطائفة لن نتهاون ولن نقبل ان يطالنا احد وحقنا محفوظ في هذا البلد”.
ومن باب ظلم في الرعية عدل في السوية رفض ان تصدر مذكرة جلب بحق رئيس الحكومة،
وقال :”أمام القاضي بيطار حلّين إمّا أن يتراجع عن المذكرة ويسحبها ويقدم إعتذاراً إلى مقام رئاسة الحكومة،
وإما ان يصدر مذكرات جلب بحق جميع من كان يعلم بوجود النيترات من رأس الهرم”.
