أسلوبٌ جديدٌ للاحتيال في لبنان… “مُبدعون
محتالو لبنان مُبدعون… هي كلمة حق تقال، ففي كلّ بلدان الأرض تجدُ أساليبَ متعدّدة للإيقاع بالأفراد أو الاحتيال، ولكنها اعتيادية، تفتقدُ إلى الإبداع.
في لبنان، تكادُ لا تُحصى الطرق المعتمدة للغشّ والسرقة، وقد تكون أزماتنا ساهمت في مضاعفتها.
في السنوات الاخيرة، بات هناك ما يشبهُ الطوفان في ما يتعلّقُ بالسرقات وعمليات الاحتيال، فتعدّدتْ معها الابتكارات.
لم يعدْ السارقون يقطعونَ عليك الطريق بسيارتهم ولكن باتت أساليبهم متميّزة، فإما يرمون البيض أو الحجارة على الزجاج حتى تضطر إلى التوقف بسبب سوء الرؤية، وإما يعمدون إلى “تنفيس” الإطارات، أو حتى قد يفتعلون حادثَ سير معكم حتى يجبروكم على الترجل من السيارة.
مراتٍ عدة، حذر الصليب الاحمر من أن هناك من يدّعون أنهم يمثلون جمعيّتهم ويدخلون المنازل من أجل جمع التبرّعات، وطلبوا من المواطنين تبليغ القوى الامنية فور تعرّضهم لهكذا مواقف. كما أنه نبّه مرّة من ان هناك افرادا يرتدون بزّة الصليب الاحمر ويجولون بين المنازل، ويعمدون إلى تلقيح المواطنين، محذرين من أنها قد تكون طريقة جديدة للإيقاع بضحاياهم.
يؤكد مصدر أمني لموقع mtv أن الأساليب باتت متجدّدة وفيها الكثير من الدهاء، فالبعض يستعملُ الاولاد باعتبارهم عاملا لاستعطاف المواطنين لتسهيل عملية السرقة، كجعل فتى يبكي على الرصيف ما قد يدفع المواطن إلى الترجل من سيارته للاطمئنان عليه، فيكون صيدا سهلا.
تروي غيتا، في حديث لموقع mtv، أنها وبينما كانت تمارس رياضة المشي الصباحية في جبيل قبل أشهر، استوقفتها سيارة بداخلها رجل، وقال لها إنه يرغب في التبرع بمبلغ 50 دولارا إلى المسجد في المنطقة، لكنه لا يحمل إلا مئة دولار، فطلب منها أن تعطيه 50 دولارا، ويعطيها المئة بالمقابل وتقوم هي بالتبرع عنه بالـ50 دولارا المتبقية. وتقول: “لم أرتَحْ لهذا الرجل، وشعرتُ أنه يريد الاحتيال، فقلت له إنني لا املك المال أساسا”.
فعاجلها قائلا: “إن أردتِ يمكنني أن أتبرع إلى إحدى كنائس المنطقة بدلا من المسجد، كلّ ما أريده هو فعل الخير”، فكرّرت عليه ما سبق وقالته عن أنها لا تملك المال، فمضى في سبيله.
القصة نفسُها تكرّرت في إحدى قرى البترون منذ فترة، مع سيّدة هي الاخرى لم تقع في الفخ، بل شكّت به ودعته إلى مرافقتها إلى الكنيسة الملاصقة لمنزلها حتى يتبرّع بالمبلغ بنفسه، فسارعَ إلى المغادرة.
يقول المصدر الامني إن “الاحتياط واجب، ويجب ألا نثق بالغرباء”، فالمئة دولار التي كان ينوي هذا الرجل استبدالها بـ50 من أجل التبرع للكنيسة، بحسب روايته، قد تكون مزوّرة، وبذلك يكون ربح 50 دولارا من هذه العملية.
لذلك كونوا حذرين، لأن المكائد كثيرة، وبعضها قد لا يخطرُ في البال، لأن محتالي هذه البلاد “وقاطنيها” مُبدعون.
سينتيا سركيس – موقع mtv