الصحافة الرقمية تتربع على عرش التكنولوجيا !
المصدر: خاص موقع بيروت الحرة
في عصر التكنولوجيا الحديثة ظهرت مؤخرا تحديات عدة في مختلف المهن أنتجت عنها طوفاناً هائلاً في المعلوماتية فكان للصحافة الحصة الأسد منها بحيث اقتحمت الصحافة الرقمية عالم المعلومات و الأخبار لتصنع ثورة في عالم الإعلام. إنطلاقاً من هنا سنتعرف في هذا المقال على غزو الصحافة الرقمية عبر التاريخ و نشأتها و تأثيراتها على نظيرتها الصحافة الورقية.
بدء يتبلور مفهوم الصحافة الرقمية حول فكرة خلق أفق جديدة في الإعلام خلال القرن الحادي و العشرين، فالصحافة الرقمية هي تلك التي تنشأ من شبكة الإنترنت و توفر الإبداع التقني حيث بدأت مع اختراع أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة في السبعينيات من القرن العشرين، وقد تمّ اختراع أوّل نوعٍ من أنواع الصّحافة الرقميّة حيث اطلق عليه آنذك اسم تليتكست و هو عبارة عن نظام يسمح للعارضين بالقيام باختيار القصص و الأخبار التي يرغبون في قراءتها ليقوموا بعرضها بعد ذلك بشكل فوري فالمعلومات التي تتوفر عبر التليتيكست تكون قصيرةً وفوريّةً كالمعلومات التي توفرها الصّحافة الرقميّة اليوم،
و من ثم تمّ اختراع الفيديوتيكست بعد التليتيكست الذي كان انذك يعد نظام بريستل نظاماً عالمياً ولكن تم إلغاء التداول به بعد ذلك بسبب فشله في تأمين متطلّبات المستخدم النهائي.و في وقت لاحق، شهدت الصحافة الرقمية رواجاً كبيراً عبر الإنترنت مع ظهور أول مستعرضات ويب تجارية نتسكيب نافيجاتور وإنترنت إكسبلورر . لتكون بعد ذلك معظم المنافذ الإخبارية تظهر على شبكة الإنترنت.
نتيجة للتقدم التكنولوجي المتلاحق أصبحت الصّحافة الرقميّة تمثل ثورة في مسار إنتاج زخم كبير من المعلومات ومعدل تدفقها ،
فالتحول من الصحافة المطبوعة إلى الصحافة الرقمية قد أصبح ظاهرة أكثر من كونها مجرد تغيير في وسيلة الاتصال، لتبدأ الصحافة في التبدّل مع ظهور الإنترنت ، ذلك أن وظائف الإنترنت التفاعلية والإعلام المتعدّد الوسائط
تفرض تطوراً مهماً في ثقافة الصحافة إلى الوسيلة الرقمية ، حيث أنها أقامت ثورة رقمية في الإعلام و الإتصال
لتصبح رويدا رويدا منصة عالمية لتدفّق حرّ للمعلومات والأفكار والمعرفة حول العالم. و الصحافة الرقمية تعد امتدادًا
لمنتجات شبكة الإنترنت، كما أنها أيضًا تعد امتدادًا للصحافة التقليدية مع تغييرٍ جوهري في أوعية وأشكال العرض
والتلقي، إذ أنها أعادت إنتاج المضامين الصحفية والإذاعية والتلفزيونية، و ما يميز هذا النوع من الصحافة هو
استخدام الوسائط المتعددة كالصوت و الفيديو و التصوير الرقمي التي تساعد الصحافي أكثر لتوضيح فكرته لذا يجب
عليه الإلمام بمهام جديدة .
و من مميزات الصحافة الرقمية التي حققت تطور هائل و نقلة نوعية في وقتنا الحاضر وسط هذا الزخم الكبير
والتطور التقني لشبكة الانترنت أنها أتاحت للمتصفح المشاهدة والقراءة والاستماع في آن معا كما أن انتشارها
اللامحدود و سرعته و كلفتها المادية المنخفضة أدى عددا أكبر من القراء وبسهولة مما خلق تفاعل بين القارئ و
الكاتب من خلال التعليقات على المقالات تارة و الأخبار طورا فأصبحت تسمح بالتّواصل والتّناقش حيث تُعدّ عمليّة
مناقشة الأخبار و المقالات ميزة الصحافة الرقميّة ، إذ أنها تعتبر صحافة حية تتفاعل مع الأحداث في اللحظة وأينما
كان مكانها . و أخيرا و ليس اخرا يبقى السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه اليوم ما هو مستقبل الصحافة التقليدية
عموما و الصحافة المطبوعة خصوصا في ظل تطور الصحافة التقنية و الكترونية ؟ و هل من تطور اخر في عالم
التكنولوجيا سيطور الصحافة في المستقبل البعيد ؟