“بهدلة” لبنانية جديدة… فكونوا حذرين!
المصدر:mtv
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
بات العيش في لبنان في الآونة الأخيرة كمن وجد نفسه تائها في حقل ألغام، فإذ به يحاول الصمود ما استطاع، بأقل أضرار ممكنة ومن دون ان يطيح به انفجار ما.
نحن هكذا، بتنا تائهين لا بل متروكين لمصيرنا، نراقب يوميا بورصة الدولار ونتحسّر على أيام مضت، فيما المصائب تتوالى. فبعيدا عن المدعوم المفقود، والعتمة المنتظرة، والودائع الضائعة، والمستقبل المجهول، مفاجآت أخرى بدأت تتظهر أخيرا يجب التنبه لها كي لا نضع أنفسنا في مواقف لا نحسد عليها. إذ يبدو أن الكثير من المؤسسات، وخصوصا محطات الوقود والسوبرماركت توقفت عن قبول بطاقات الدفع، فبات “الكاش” هو طريقة الدفع الوحيدة.
محطات كثيرة وأفران ومحال تجارية استغنت عن البطاقة، وعندما تسألها عن السبب، تعلل الموضوع بالصعوبات التي تواجهها لسحب الاموال من المصارف، فيما يدّعي آخرون أن الآلة معطّلة.
لكأننا بتنا محاصرين، مع تحديد سقف السحوبات الشهرية بمبالغ معيّنة، وحصر التعامل بالنقدي فقط… لا بأس، فلننظر إلى النصف الممتلئ من الكوب: فهناك من يدافع عن حقوقنا، ولن يسمح “بتقشيطنا” وزارة من هنا، ومقعد من هناك.
لذلك تنبهوا جيدا حتى لا تجدوا أنفسكم عالقين في إحدى المحطات كما حصل مع إحدى المواطنات قبل أسبوع، فبعد “تفويل” سيارتها، فوجئت عندما تمّ رفض بطاقتها خصوصا أن لا لافتة تنبّه الزبائن إلى أن الدفع بالنقدي فقط. وبما أن الكاش لم يكن متوافرا معها، اضطرت إلى ركن سيارتها هناك لحوالى النصف ساعة إلى حين وصول الزوج الذي قام بدفع ثمن الوقود، و”تحرير” الزوجة.
هي فوضى لم يسبق لها مثيل في تاريخ لبنان ناتجة عن “إنجازات” طبقة سياسية “مش سقلانة عن حدا”. فإلى أن يتضح مصيرنا الأسود، وتتوضح صورة المنحدر الذي نتدحرج فيه، وفّروا على أنفسكم مواقف محرجة، وتأكدوا دائما قبل تعبئة خزانات سياراتكم من أن المحطة تتعامل بالبطاقات، كذلك افعلوا في السوبرماكت، لأن “البهدلة على الـcaisse بشعة كتير”.