يجولون في المناطق اللبنانيّة ويوزّعون الملايين… من هم؟
المصدر: mtv
تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ يوميّ آلاف الاخبار والتعليقات التي تعكس واقع اللبنانيّين المؤلم في ظلّ الاوضاع المعيشية الصّعبة في لبنان، إلاّ أن صفحة لا تُشبه باقي الصفحات، قرّرت أن تتحرّك وسط ما يحصل لتُبرهن بالصّورة والصّوت أنّ الخير لا يزال موجوداً رغم كلّ السوداويّة التي تطبع أيامنا.
موقع mtv تواصل مع القيّم على صفحة The World Sucks الذي رفض أن يكشف عن إسمه أو هويّته، مكتفياً بالقول إنه شابٌ لبناني والتفاصيل الباقية غير مهمّة، ومسلّطاً الضوء على هذه المبادرة التي تتمثّل بنزول عددٍ من الشبان المتطوعين الى الشوارع في مختلف المناطق اللبنانية، بحثاً عن شخص عشوائي يجعلون نهاره سعيداً، وذلك من خلال وضعه في اختبار بسيط عبر طلب غرض معيّن أو خدمة بسيطة منه من دون أي مقابل مادي، وإن كان الجواب “نعم”، فعندها المفاجأة الكبرى، إذ سيحصل هذا المواطن على مبلغ مادي كبير لمجرّد أنه لم يتردّد في صنع الخير. ولكن لماذا؟
يؤكد صاحب هذه المبادرة أنّ “الصفحة إجتماعية بامتياز والهدف منها ليس مساعدة المحتاجين كما يعتقد البعض، إنّما إثبات أن الشّعب اللبناني هو شعبٌ إيجابي وخدوم وكريم النفس”، كاشفاً أنه “تبيّن لنا أن 80 في المئة من اللبنانيّين الذين طلبنا منهم خدمة بشكل مجاني كان جوابهم إيجابيّاً، وهذا هو الاهمّ، وما نريده هو أن تكون كل مبادرة إيجابية على شكل موجة تخلق موجات وتردّدات أخرى من أعمال الخير، لذلك نطلب ممّن نساعدهم دائماً أن يبادلوا ما فعلناه معهم بمبادرة مجانية من قبلهم مع شخص آخر”.
ورداً على سؤال حول مصدر الاموال التي يوزّعونها، يشير الشاب القيّم على هذه المبادرة الى أن “الامر بدأ على شكل عمل فردي، وكنت أدفع من مالي الخاص، ولكن أنشأنا صفحة تهدف الى جمع التبرّعات من مختلف البلدان في الخارج، لكي نُكمل المسيرة، وأكبرُ دليل على شفافية ما نقوم به هو أننا نعرض المبلغ الذي نتلقاه، وفي المُقابل، نظهر في مقاطع الفيديو أين نُنفق هذه الاموال ولمن نعطيها”، مشدّداً على أنّ “كل الشبان الذين ينشطون معنا هم متطوعون ولا يتلقون أي مُقابل”.
كثيرةٌ هي المبادرات التي تُخلق يوميّاً في لبنان من رحم المعاناة الكبيرة التي يعيشها الشعب، وأمام عجز المسؤولين عن مساعدة المواطنين الذين يعانون الامرّين، تستحقّ هذه اللفتات التي هي من صنع شباب لبنانيّين، ألف كلمة شكر، علّ موجات الخير التي نُعاينُها بشكلٍ يومي تصل بمركب لبنان الى شاطئ الامان.