معمول العيد هذه السنة من الكماليات.. الكيلو بهذا السعر!!
المصدر: نداء الوطن
تنهمك جويل منصور عبود في صناعة معمول العيد في منزلها في منطقة القناية – صيدا، بالرغم من الازمات الاقتصادية والمعيشية والارتفاع بسعر الدولار وما رافقه من غلاء فاحش. قرّرت الكثير من العائلات الحفاظ على الحلويات المرتبطة بالفصح وبتقاليده المختلفة كي لا تختفي.
وجويل واحدة من كثيرات شمّرن عن زنودهنّ هذا العام لصناعة المعمول المنزلي، بعدما ارتفعت أسعاره اضعافاً مضاعفة في محال بيع الحلويات. تقول لـ”نداء الوطن”: “قررت صناعته في المنزل، ومع إعداده تعيش العائلة بهجة العيد التي تكاد تغيب بسبب الضائقة المعيشية. قبل سنوات كنت أشتري المعمول، لكنني قررت بدء صناعته في المنزل منذ سنوات ومع الغلاء ازداد اصراري، وهو اطيب وفيه بركة اكثر”.
poster
وفي لفتة انسانية، أكدت جويل هذا العام انها زادت الكمّية ضعفاً “لأنني سأقوم بتوزيعها على عائلات مستورة لم تستطع لا شراء الحلوى ولا صناعتها في المنزل، كي لا تغيب أجواء الفرح بالعيد، اضافة الى تقديمه ضيافة للأهل وعلى مستوى ضيّق، لاننا ما زلنا نلتزم بالاجراءات الوقائية والحجر المنزلي”.
ومع ارتفاع أعداد المصابين بـ”كورونا” والوفيات، فرض المجلس الاعلى للدفاع الاقفال ثلاثة ايام متتالية قبل العيد وخلاله وبعده منعاً للاختلاط وتفشي الفيروس، وقيدت حركة المشاركة بالقداديس في الكنائس والاديرة، فيما تغيب لقاءات ربات المنازل وتحلقهن حول الطاولة للعجن والخبز بسبب ارتفاع مواد المعمول من “الالف الى الياء”، بينما قررت بعضهن حشوه بالتمر في خطوة توفير اضافية.
ويؤكّد رئيس بلدية البرامية جورج سعد لـ”نداء الوطن” أنّ “جائحة تفشّي “كورونا” والالتزام بالاجراءات الوقائية لجهة المشاركة بقداديس الفصح لم يمنع الناس من الاحتفال بالفصح والحفاظ على طقوسه، مهما كانت الظروف صعبة وقاسية، بل يجري التأقلم معها ومنها شراء المعمول بكمّيات أقلّ أو صناعته في المنزل”، مضيفاً: “هناك تقاليد لا يمكن أن تتغير، وهذا العام وبسبب الغلاء صرفت غالبية الناس النظر عن شراء المعمول الجاهز، ولكنّها لجأت الى صناعته في المنازل وبكمّيات أقل نظراً لارتفاع اسعار الزبدة أو السمنة أو الفستق الحلبي أو الجوز، والبعض استبدل حشوه بالتمر، حتى يحافظوا على التقليد وبهجة العيد على قاعدة جود بالموجود”.
ويقول مختار حيّ مار نقولا الياس الجيز لـ”نداء الوطن”: “إنّ الاوضاع المعيشية الصعبة أجبرت الكثير من العائلات على التخلّي عن شراء معمول العيد، بعدما لامس سعر الكيلو منه المئتي الف ليرة لبنانية في بعض المحال، فيما هي تبحث عن لقمة عيشها وعن مساعدة تموينية أو اغاثية من هنا او هناك كي تسدّ رمقها، واستبدلت الشراء بالصناعة في المنازل لمن استطاع اليه سبيلاً، أو الاكتفاء بالمعايدة وتبادل التهاني عبر الرسائل ومواقع التواصل الاجتماعي، أو استعادة ذكريات الزمن الجميل في التلاقي وتبادل التهاني والحلويات، على أمل أن تتغير الاحوال الى الافضل مجدّداً”.
ويبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الجوز 140 ألف ليرة، بينما يحلّق سعر الفستق الحلبي عالياً ويلامس نحو 200 ألف ليرة، فيما يبلغ التمر حوالى 50 ألفاً، ناهيك عن السميد والسكر وماء الزهر والورد التي ارتفعت أسعارها بشكل لافت ايضاً. ويؤكّد مختار حي القناية سليم عبود لـ”نداء الوطن” أنّ “الواقع مرير ولم نشهد له مثيلاً من قبل، وأولوية الناس تأمين لقمة طعامها وشرابها، وكل الباقي كماليات من الاول حتى الآخر، ومن الطبيعي أن تغيب اجواء الفرح بالعيد للعام الثاني على التوالي في ظلّ الازمات الخانقة، ونأمل في أن نبصر النور والامل في نهاية النفق المظلم”.
ويقول يوسف حداد من لبعا: “لم نعد نفكر بشراء الحلويات، لقد بات من الكماليات في ظل الغلاء وارتفاع الاسعار، حتى بهجة العيد ارادوا أن يسرقوها منا”. ويشدّد انطوان قزي من القرية على أنّ “تفشّي وباء “كورونا” سيحدّ تلقائياً من الزيارات والمعايدات، ما يرفع عنّا الحرج من اقتناء الحلوى في ظلّ الوضع الاقتصادي المتردّي وارتفاع أسعار المواد الأساسية الباهظة الثمن لصناعته”.