ردٌّ ناري من التيار العوني…
المصدر: ليبانون فايلز
رفع رئيس الجمهورية ميشال عون مساء امس سقف خطابه السياسي مصوّباً على معطّلي التدقيق الجنائي، معتبراً ان سقوطه “يعني ضرب المبادرة الفرنسية، لأنّ من دونه لا مساعدات دولية ولن يكون مؤتمر سيدر ولن يكون دعم عربي وخليجي أو صندوق دولي”.
وأثارت الكلمة المتلفزة للرئيس عون، جملة ردود فعل بين مرحبة وأخرى منتقدة، وضجت وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي بعناوين “تهاجم” العهد، وذهب البعض الى وضع ما قاله رئيس الجمهورية في اطار الشعارات و “المعارك الوهمية” واثارة المزيد من المشكلات وتأجيج الخلافات السياسية.
عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر المحامي وديع عقل، اكد في اتصال مع “ليبانون فايلز” على ضرورة انجاز ملف التدقيق الجنائي واهميته، وقال:
“اليوم هناك عنوان رئيسي في البلد وسؤال واحد هو الابرز: اين اموال الناس؟
حيث اختفت من المصارف مئات مليارات الدولارات والرقم المعترف به اكثر من مئة مليار دولار،
وبخلاف ذلك فإن كل العناوين الاخرى أصبحت تفصيلاً”.
وربط عقل بين “العودة الى عفو عام كما حصل في العام 1991،
ومنها جرائم القتل السياسي والرهان حاليا على عفو عام مالي في لبنان”، وقال:
“هذا غير وارد لدينا اليوم، نحن ننظر الى المستقبل بالرغم من الوضع المالي المذري جداً،
نتيجة الفساد المتراكم ولكن بناء مستقبل اقتصادي للبنان لا يقوم الا على تحقيق عدالة وهذه الاخيرة
مدخلها الاساسي هو التدقيق الجنائي”.
ورأى عقل ان “رئيس الجمهورية بالامس كان اكثر من واضح في هذا المجال،
وهو استخدم عبارات صريحة وقريبة من قلوب الناس وهمومهم”،
مضيفاً: “لن نقبل على ايامنا ان يحصل عفو مالي لان ما يجري المساومة عليه هي اموال الناس،
وايضا لن نتمكن من المضي في اي خطوة اقتصادية
الى الامام خارج اطار العدالة ومدخلها التدقيق الجنائي”.
ولكن الى متى سيستمر الهجوم على “التدقيق الجنائي”؟
يجيب عقل: “المستفيدون من هذا الوضع كثر، فمن نهب اموال الناس وزّعها
على فئات كثيرة ودورهم اليوم هو الرد وتشويه الوقائع ولكن الثابت ان اموال الناس فقدت والعملة الوطنية انهارت لذا هؤلاء فقدوا مصداقيتهم”.
ويدحض عقل الحديث عن تأخر “العهد” في طرح ملف التدقيق الجنائي وملاحقة الفاسدين،
مؤكداً انه “شخصيا تولى متابعة ملفات فساد منذ سنوات طويلة وعرضنا التعاون مع “القوات اللبنانية”
في هذا المجال، ولكن للاسف حصل تقصير من قبل “القوات” في هذا الاطار”.
عن جولة وزير الخارجية المصري سامح شكري بالامس واستثنائه التيار الوطني الحر،
اشار عقل لـ “ليبانون فايلز” الى ان “التيار” ليس على خلاف مع الجانب المصري، وقال:
“لقد قمنا بتهنئة مصر على الحدث التاريخي الكبير الذي قامت به والمتمثل بنقل المومياوات
خاصة في ظل جائحة كورونا، واي حديث حول مقاطعة مع الجانب المصري ليس دقيقا ولدينا تواصل مع شخصيات وافرقاء مصريين كثر”.
وختم المحامي وديع عقل بالقول: “من يدعمنا من الخارج نشكره ونرحب باي مساعدة
ولكن الحكومة تتشكل في لبنان ومن قبل اللبنانيين انفسهم”.