جائزة مليون دولار لمن يجمع الحريري وباسيل!
المصدر: أخبار اليوم
“لبنان ينزلق بلا كوابح إلى الفوضى والانهيار الشامل، بعدما نسفت الطبقة السياسية أركانه وخلّعت الأُسس التي يقوم عليها، فهُم يعملون على تكريس أهواء شخصية وفئوية هدّامة. وانّ التلويح الفرنسي بعصا العقوبات عليهم جرّاء عدم تسريعهم في وتيرة التأليف، يبقى ضمن التهديد والوعيد وليس فعلاً ملموساً.
هناك معادلتان أظهرتا مدى العجز السياسي أمام أزمة بحجم التي يعيشها الوطن، وهي في الأساس من صنع أصحابها اي ( النائب جبران باسيل والرئيس سعد الحريري) – بحيث وضعت البلاد في دوامة المعادلات التي لا أساس لها في المنظومة السياسية الطبيعية. فعندما اتفق الحريري وباسيل من ضمن ما يُسمّى التسوية الرئاسية، وكان “حزب الله” شريكًا فيها، واجهتنا أكثر من مشكلة. أما حين اختلفا وافترقا أتتنا المراوحة القاتلة.
معركة البيانات تلحق الأضرار بالتيارين. فيكاد الطرفان يتباريان في فشل معركتيهما لتأليف الحكومة والاستعاضة عنها بمعارك جانبية، وان لم يجلسا معاً لفضّ خلافاتهما، فلا حكومة في الأمد المنظور – والخرق سيبدو مستحيلاً ولو اجتمعت كل المبادرات الدولية وغير الدولية، فيما تزداد الأوضاع تدهوراً بعد مرور أشهر من دون حكومة – وانّ العهد وباسيل يراكمان خسائرهما، في ظل ارتفاع مستوى الانهيار الداخلي، ما يسهم في الضغط عليهما للقبول بما هو معروض. وهو يعتقد أنّ عدم تأليف حكومة حالياً أفضل من تأليف حكومة لباسيل فيها حصة الثلث المعطل برأي الحريري.
وحده “حزب الله” يستطيع وضعهما على طاولة للتسوية الحكومية الجديدة، لكنه غير مستعد بعد في انتظار ترتيب إقليمي ودولي، وهذا يعني أن هامش المناورة في يده لا يزال مسموحاً، فلا يضغط لتحديد موعد الاستحقاق.
التسوية تكرّس عقارب تأليف الحكومات على قديمها، على هدي اتفاق مسبق ومفنّد على الحصص والأجزاء – وهو تناسٍ كان يؤمل ألا يمارسه المؤتمن على النظام والشعب والمصلحة العامة. فلمَ هذا العداء والكراهية؟ وأي ترف من الوقت يملك الشعب بعد؟ وأي دهليز تدخله البلاد مع تأجيل غير محسوم زمنياً؟ وماذا يبقى من الميثاقية مسيحية كانت او اسلامية حين يجوع الشعب وتفنى أحلامه ويهجر أبناؤه؟ خذوا مليون دولار فقط واجتمعوا!