هذا ما سيفعله الحزب حين تدقّ لحظة العتمة ويعمّ الجوع…
المصدر: المركزية
جاء في “المركزية”:
خلافا لمعظم القوى السياسية وما تبقى من ادارات ومؤسسات على قيد الحياة في الدولة اللبنانية، وبأكثر من اسلوب وما تيسر من وسائل، يبدو حزب الله في كامل جهوزيته لمواجهة المرحلة الخطيرة المقبل عليها لبنان في وقت غير بعيد، قد لا يتعدى الشهرين كحد اقصى، فيما لو لم تتشكل حكومة، وهو امر بالغ الصعوبة استنادا الى المعطيات المتجمعة محليا وخارجيا على ارض الواقع، واستنفاد احتياطي الدعم في المصرف المركزي نهاية ايار المقبل.
اعدّ الحزب خطته الاستراتيجية ورسم بتأن خريطة طريق المواجهة والصمود شعبيا وسياسيا وعسكريا، وقد بدأت طلائعها تتظهر تباعا مع حزم الدعم الغذائية لمناصريه وبيئته وافتتاح سلسلة تعاونيات خاصة بناسه وتوزيع بطاقات السجادة على مؤيديه لتوفير ما يلزمهم من اعاشات من ضمن الخطة “أ” الطويلة الامد، الامر المفترض ان يكون منوطا بالدولة عموما لا بحزب. اما الخطة “ب”، وبحسب ما تكشف مصادر سياسية قريبة من الضاحية لـ”المركزية” نقلا عن مسؤول في الحزب في معرض تعليقه على تحذير وزير الطاقة والمياه ريمون غجر من احتمال انقطاع الكهرباء والوقوع في العتمة الشاملة لعدم توافر المحروقات بسبب التهريب الناشط، فتستند الى “ان حزب الله يسعى لايجاد اماكن لتخزين الوقود في سوريا وتحديدا في القرى الاقرب الى الحدود مع لبنان، بحيث حينما تدق لحظة العتمة ويعمّ الجوع، تجدون الحزب صامدا قويا جاهزا، وهذا قرار خطير
ازاء هذه المواقف، تسأل اوساط سياسية معارضة عن طبيعة “القرار الخطير” المشار اليه وما اذا كان يعني استلام الحزب الدولة والقيام مقامها، وهل هو على ارتباط بما يسوق في الوسط السياسي عن الانفجار الكبير والفوضى بحيث قد يحسمها حزب الله لصالحه وصالح حليفه العهد .
القراءات السياسية في هذا المجال متناقضة الى الحدود القصوى، ففي حين يجمع العارفون ببواطن الامور على ان الثابتة
الوحيدة في لبنان هي اتجاهه نحو الانفجار الاجتماعي، يختلف هؤلاء على النتائج المترتبة جراء اذ يرى مؤيدو
فريق “المقاومة والممانعة” في محور ايران -سوريا وصولا الى الصين ان الانفجار يؤمن لحزب الله وضع اليد على البلد
والسيطرة على السلطة والمؤسسات وقد اعدّ كامل العدة لذلك، فيما يعتبر داعمو التيار الاميركي- العربي
انه يسهم في سقوط حزب الله وتسديد الضربة القاضية له.
ايا تكن النتائج الكارثية للانهيار ولمصلحة اي فريق صبت،
يبقى ان الخاسر الوحيد مما يجري على مسرح الصراع الاقليمي في الداخل،
هو دولة لبنان التي اصيبت في الصميم وشعبه الذي يستحق الحياة وارادها وثار وناضل لاجلها، لكن المسؤولين السياسيين
رسموا قدره بالحبر الاسود.