طبيب هندي بارز يقدّم 4 نصائح للعالم.. عليكم الحذر أيها اللبنانيون
المصدر:بلومبيرغ
مع انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا اليومية مؤخراً (700 إصابة أمس، وهو الأدنى منذ 6 أشهر)، يُخيّل إلى اللبنانيين أنّ الأمور تسير على ما يرام وأنّ الحياة بدأت رحلة العودة إلى طبيعتها. إلا أنّ ما يجري في الهند- التي سجلت تراجعاً في عدد الإصابات اليومية قبل “الفورة” الأخيرة- يدعو إلى القلق ويدفعنا إلى التراجع خطوات إلى الوراء.
يواصل فيروس “كورونا” تفشيه حول العالم، إلاّ أنّ ما تشهده الهند يُعد الأزمة الأسوأ منذ إعلان تحوّل الفيروس إلى جائحة: عدد الإصابات اليومية يتخطى الـ300 ألف، أمّا عدد الوفيات الذي يتجاوز الـ2000 فيُرجح أنّه أقل من الرقم الفعلي. النظام الصحي انهار حيث أصبحت أسرة المستشفيات محدودة جداً وعبوات الأوكسيجين شحيحة. هذه التطورات دفعت السلطات الهندية إلى تقييد تصدير اللقاحات، حيث تحاول اليوم تأمين جرعات من الخارج.
في هذا الإطار، أجرت وكالة “بلومبيرغ” مقابلة مع الطبيب الهندي، شهيد جميل، وهو رئيس المجموعة الاستشارية العلمية للمنتدى وكبير علماء الفيروسات الهنود، استعرض فيها أسباب الموجة الثانية المدمرة والدروس التي يتعين على العالم أن يتعلمها من تجربة بلاده.
يؤكد جميل أنّ الإصابات اليومية بكورونا كانت ترتفع في آب حتى بلغت أوجها منتصف أيلول الفائت مع تسجيل نحو 97 ألف إصابة يومياً (يُقدّر عدد سكان الهند بمليار و366 مليوناً)، قائلاً: “ثم فجأة، بدأ الرسم البياني (عدد الإصابات) ينخفض وخلال الأشهر الخمسة التالية، واصل الرسم البياني انخفاضه أكثر فأكثر”.
ويكشف جميل أنّ فحوصاً عشوائية لنسب الأجسام المضادة أظهرت أنّ نسبة تتراوح بين 20 و30 في المئة
من السكان تعرّضت للفيروس، مضيفاً: “في المدن الكبرى، مثل مومباي ودلهي،
تبيّن كما لو أنّ نسبة تتراوح بين 50 و60 في المئة من سكان المناطق المشمولة بالاستطلاع قد تعرّضت للفيروس”.
ويعلّق جميل: “بدأنا نعتقد أنّ هذه الأعداد تمثّل المدن برمتها، إلا أنّها لم تكن كذلك”،
متابعاً: “كانت ثمة نظريات تشير إلى أنّ نسبة الوفيات في الهند متدنية، لكنها لم تكن كذلك”؛
يسجل لبنان تراجعاً طفيفاً في عدد الوفيات حيث سبق أن وصل يوم 28 نيسان إلى 26 حالة،
وفي 29 نيسان إلى 25 حالة، وفي 30 نيسان إلى 29 حالة، أمّا أمس فبلغ 24 حالة.
وإذ يؤكد جميل أنّ الهند كانت تقارن نفسها بالولايات المتحدة وأوروبا لجهة عدد الوفيات، يقول ملخصاً:
“إذن، تعدّدت العوامل التي دفعتنا إلى إساءة الاعتقاد بأننا تخطينا المرحلة الصعبة.
ونتيجة لذلك، تراخينا في وقت لم ينبغِ لنا فيه ذلك”.
في ما يتعلق بارتفاع الإصابات والوفيات الحاد مؤخراً، يؤكد جميل أنّ تحوّرات فيروس كورونا كانت تنتشر في البلاد
بمستويات متدنية منذ كانون الأول، مشيراً إلى أنّ أحداً لم يعرها اهتماماً نظراً إلى أنّها كانت طفيفة.
ويتابع جميل بالقول إنّ دخول المتحوّر البريطاني إلى البلاد في كانون الثاني وانضمام إلى المتحور الهندي أديا إلى
هذا الارتفاع الحاد بالإصابات والوفيات منذ الأسبوع الثالث في شباط تقريباً.
وفي ردّ على سؤال عن الدروس التي يتعين على البلدان الأخرى تعلمها من التجربة الهندية، يعدد جميل ما يلي:
– وضع الكمامة
– أخذ اللقاح، “ولا تقلقوا إذا كانت فعاليته 60 أو 70 أو 90 في المئة. بل خذوا اللقاح المتوافر”.
– إلغاء مركزية إنتاج اللقاح في العالم، فلا يبنغي أن تكون محصورة بـ3 أو 4 بلدان فقط.
– التخطيط للمستقبل، أي معالجة الأسباب الأساسية التي أدت إلى إصابة البشر بالفيروس وتفشيه.