اجراءات وتدابير غير مسبوقة في المؤسسة العسكرية…!
المصدر: الكلمة أونلاين
للمرة الاولى في تاريخها، لم تعد قيادة الجيش تدقق بما اذا كان العناصر والضباط يقومون بأعمال رديفة لعملهم في المؤسسة خارج اطار الدوام الرسمي، وهو أمر كان يعاقب مرتكبه أشد العقوبات وصولا لامكانية فصله من السلك. فمع انهيار سعر صرف الليرة وانحدار راتب العسكري لما دون ال١٠٠ دولار اميركي، لم تعد القيادة قادرة على استيعاب النقمة والاستياء العارم الا من خلال غض النظر عن سعي العساكر لتأمين عيش كريم من خلال أعمال اخرى لا تتعارض مع العمل في السلك كما من خلال اتخاذ تدابير واجراءات تخفف من وقع الازمة عليهم خاصة وان المؤشرات تؤكد اننا مقبلون على اوضاع أصعب ما يحتم ضمان استمرارية المؤسسة وجهوزية عناصرها للتعامل مع حالات طارئة متوقعة.
وبحسب المعلومات، تضطر القيادة منذ أشهر لطلب مساعدات غدائية من دول عربية لعدم توفر الموازنات اللازمة لتأمين الطعام للعناصر ، حتى ان الوجبات التي تعتمد على اللحم والدجاج لم تعد تقدم الا مرة كل اسبوعين. وتقول مصادر مطلعة على جو القيادة ان هناك “تجاوبا كبيرا من قبل الدول التي يتم التواصل معها لمد يد المساعدة للمؤسسة العسكرية حتى ان دولا اخرى تتصل هي لتسأل عن حاجات القيادة لثقتها بهذه المؤسسة ولاقتناعها بأنها باتت العمود الفقري الوحيد للبلد الذي تداعى وتتداعى فيه اسسه ومؤسساته”.
وبات الهم العسكري لجهة تقوية الجيش وتأمين السلاح والعتاد وقطع الغيار للآليات، في أسفل سلم اولويات القيادة التي تبحث حصرا عن حلول لتأمين لقمة عيش عناصرها لحثهم على التصدي لاي محاولات لزعزعة الامن الداخلي. وتقول المصادر ان “خوف وهاجس القيادة هو على الامن الاجتماعي من منطلق ان الوضع المعيشي الضاغط سيؤدي حتما اذا استمر على ما هو عليه الى انفجار على الارض، او اقله لارتفاع نسب الجرائم والسرقات… ما يجعل اولوية الاولويات لدى القيادة الحفاظ على الامن والاستقرار خاصة وانه يتم توكيل الجيش بهذه المهام التي يفترض ان تتولاها الاجهزة الاخرى كما يحصل في كل دول العالم”.
وتعمد وحدات من الجيش ولمساعدة العناصر على الاستمرارية والعيش بكرامة الى زراعة الاراضي المحيطة بثكناتها لتوزيع
مردودها على العسكر ، الا ان كل هذه الاجراءات الى جانب تأمين وسائل نقل مشتركة وغيرها من التدابير،
تبقى محدودة جدا ولا ترتقي على الاطلاق لحجم الازمة وتداعياتها. وهنا تتساءل المصادر:
“كيف يمكن الطلب من العسكري التصدي لتظاهرة معيشية في الايام والاسابيع المقبلة
طالما هو لديه نفس مطالب المتظاهرين، هذا ان لم يكن وضعه اصعب من اوضاعهم؟”
ولعل ابرز ما يفاقم استياء القيادة عدم تجاوب القوى السياسية مع الصرخة غير المسبوقة التي أطلقها قائد الجيش في
نيسان الماضي وارتأى البعض صرفها بالسياسة، اذ تؤكد المصادر ان اي اجراء لم يتخذ من السلطة السياسية
لمحاولة استيعاب هذه الصرخة من خلال الاستجابة لحد ادنى من المطالب..
فهل تعتقد هذه السلطة ان التمرد الذي يبدأ فرديا داخل المؤسسة العسكرية وما يلبث ان يتوسع، لا يزال مستبعدا او مستحيلا؟
وعلى من وماذا تعول لحماية المسؤولين والقادة السياسيين من موجة تسونامي شعبية تطيح بالاخضر واليابس؟!
فاما هو غباء مستشر او افلاس كلي يجعل من هم في اعلى الهرم يخاطرون بانهيار آخر سقف يتلطى تحته اللبنانيون..
فهل من يستجيب قبل الكارثة الكبرى؟!