سعد الحريري اتخذ قراره… ماذا عن بهاء؟
رضوان الذيب – الديار
كشفت معلومات مؤكدة، ان الرئيس سعد الحريري أبلغ المحيطين به انه اخذ قراره بالاعتذار عن التكليف على ان يصدر القرار عبر بيان للمكتب السياسي لتيار المستقبل الذي بدأ نقاشا بالخطوة، لكن الحريري والمحيطين به فوجئوا باعتراضات واسعة من مسؤولي وكوادر المستقبل لهذا القرار وعدم القدرة على تسويقه بعد أن ذهب الحريري في معركته إلى النهاية ضد عون وباسيل وقطع كل خطوط «الرجعة»، وجاء الان طالبا منهم التراجع وقبول الاعتذار، وهذا امر مستحيل ويشكل احباطا اضافيا لجمهور المستقبل وهزيمة لهم أمام عون وباسيل وهذا سيترك تداعيات كارثية على جمهور المستقبل الذي خاض معركة كسر عظم ضد التيار الوطني الحر ورئيسه باسيل، وفجأة يطلب منه التراجع أمامهما وكان شيئا لم يكن، وهذا ما يعطي أوراق قوة لبهاء الحريري الذي بدأ منذ الان بتجميع كل اوراقه و اسلحته لخوض معركة زعامة الطائفة السنية في الانتخابات النيابية عام ٢٠٢٢ في مواجهة تيار المستقبل اولا وبري وجنبلاط وفرنجية وباسيل وكل القوى التقليدية الممثلة بالطبقة السياسية، وهذا النهج بدعم بهاء الحريري لخوض الانتخابات النيابية عبر جبهة واسعة تضم كل القوى المشاركة في الحراك المدني مع الكتائب والأحرار ومحاولة استمالة القوات اللبنانية يحظى بغطاء عربي ودولي لتنظيم أوسع جبهة ضد كل أحزاب الطبقة السياسية الذين اداروا البلد وحكموه منذ ١٩٩١، حيث حمل وزير خارجية فرنسا لودريان كل المنظومة القائمة مسؤولية الخراب ووضع الجميع في سلة واحدة ولم يستثن لا بري ولا جنبلاط ولا الحريرية السياسية ولا فرنجية ولا جعجع ولا باسيل ولا غيرهم من مسؤولية العرقلة، وهذا الكلام الهجومي للودريان على السياسيين جاء أمام قوى الحراك المدني الذين التقاهم في قصر الصنوبر ووصف ممارسات السياسيين «باقسى النعوت» مؤكدا أن فرنسا ستمارس العقوبات عليهم ولن يدخلوا أراضيها ولديها كل الملفات عن أموالهم وما ارتكبوه، وحض قوى المجتمع المدني على التوحد وخوض الانتخابات النيابية بلوائح موحدة، جازما بأن فرنسا ستشرف على هذه العملية مع المجتمع الدولي عبر تطبيق اجراءات تمنع التزوير والمال الانتخابي، لكن المفاجأة تمثلت بطلب لودريان أمام سيل الأسئلة من الحاضرين عن حزب الله مقاربة ملف سلاحه بطريقة مغايرة وعدم طرحه كاولوية لارتباط هذا الملف بالقضايا الكبرى في المنطقة حتى أن لودريان استثنى حزب الله من انتقاداته وتحدث عنه بطريقة دبلوماسية وجدية بعد أن «عدل في جلسته» وتمنى على قوى الحراك تجنب قدر الإمكان التحريض على بيئة المقاومة. علما ان الحزب الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري وعددا من قوى الحراك المحسوبين على بيئة المقاومة قاطعوا الاجتماع مصرين على استقلالية مطالبهم وعدم تدخل اي طرف خارجي مع احتفاظهم بمواقفهم الجذرية ضد الطبقة السياسية.
وحسب مصادر متابعة، فإن الكلام الفرنسي يعكس قناعة دولية وعربية باستحالة قيامة لبنان مع هذه المنظومة السياسية والمالية، ويبدو أن هناك قرارا عربيا ودوليا بإحالة كل هذه الطبقة إلى التقاعد «باللين او بالكرباج» وان لبنان مقبل على مرحلة جديدة كليا، «وكل مرحلة لها رجالاتها»، وهذا يتطلب انهاء الشق اللبناني من المنظومة التي حكمت منذ التسعينات بعد أن تم انهاء الشق السوري منذ سنوات، ومهما بلغت مكابرة القوى السياسية فإن ورقة نعيها طبعت وحددت مواعيد الدفن السياسية، وإذا كانت المنطقة مقبلة على إعادة أحياء السين – سين» لبنانيا برضى إيراني شامل فكيف ستتعامل السعودية وسوريا مع الملف اللبناني الا عبر وجوه سياسية جديدة، وربما كان الحراك الفرنسي في قصر الصنوبر باستثناء اي لقاء مع القوى السياسية مؤشرا على المرحلة الجديدة، ولذلك عبّر بري وجنبلاط وفرنجية وجعجع عن استيائهم من طريقة عمل لودريان خلال زيارته الأخيرة لبيروت ووضع كل السياسيين في «سلة واحدة» ولم يميز بين «المعرقلين والمسهلين» وكان جنبلاط أكثرهم غضبا لانه حاول بكل طاقاته تسهيل الحل الفرنسي وإزالة العقبات ولا يجوز معاملته كالاخرين، ولولا نصائح الأصدقاء بالتريث ومراعاة دقة المرحلة لكان جنبلاط بصدد اتخاذ موقف من الاجراء الفرنسي.