3 سيناريوهات تنتظر لبنان.. الأخير خطير جداً
المصدر: لبنان 24
حتى الآن، لا يمكنُ الجزمُ إطلاقاً باقتراب انفراجة على صعيد الملف الحكومي، خصوصاً أن السيناريوهات التي قد تبرزُ فجأة، تحتاجُ إلى ظروف مناسبة لاتمامها.
وحالياً، فإن الرئيس المكلف سعد الحريري بات ينتظرُ المبادرات باتجاه الحل، وتقول مصادر تدورُ في فلكِه لـ”لبنان24″ أن الأخير “قدّم ما لديه من حلول وتسهيلات، سواء كان ذلك على صعيد عدد وزراء الحكومة أو نوعها حتى”.
وأضافت المصادر: “الرئيس الحريري تمسكّ منذ اللحظة الأولى بالمبادرة الفرنسية وقد طرح نفسه لتولي رئاسة حكومة انقاذية بناءً عليها. فليعد الجميع بالذاكرة إلى كلام الحريري بشأن حديثه عن المبادرة وسيرى كل واحدٍ من الأفرقاء السياسيين أن الرئيس المكلف لم يعرقل وكان متمسكاً ببنود المبادرة حرفياً، لكن بعبدا هي من كانت تضع العوائق أمامه. ولهذا، فإن الحديث عن دور الحريري لافشال المبادرة غير دقيق”.
وفي الواقع، فإن الحريري لا يستطيع أبداً المضي نحو تنازلات أكبر، لأن ذلك سينقلب عليه أقله في أوساط جمهوره بالدرجة الأولى. إلا أنّ الوقائع الأخرى تشيرُ إلى أنّ الأنظار “دولياً” قد تَحيدُ فعلياً عن الحريري، وقد تطرح السيناريوهات بدائل أخرى في هذه المرحلة. وفعلياً، قد يكون من السهل على الحريري الاعتذار عن التشكيلِ بدلاً من تقديم التنازلات أكثر لرئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل، لأنه في حال حصل السيناريو الثاني، فإن ما سيتم تصويره هو أن الحريري إما رضخ للشروط أو حلّ عقداً كانت موجودة لديه وأراد التمسك بها وفرضها لكنه لم يُفلِح في ذلك.
ووسط التحضيرات باتجاه عقد لقاء بين عون والحريري قريباً، ومع استعداد عين التينة عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري لاطلاق تحرك جديد يهدف لكسر الجمود الحكومي، تبرزُ ثوابت واضحة قد تُبعِد سيناريو “اعتذار الحريري عن التشكيل”، وتتمثل في تمسّك بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط و”حزب الله” باسم الحريري كرئيس للحكومة في هذه المرحلة. فمن ناحية التوازنات، فإن الحريري سيكون الخيار الأفضل للجميع، كما أن التوافق بينه وبين “حزب الله” لن يتم التفريط به، وهذا الأمر يعتبرُ لصالحه.
غير أن الموقف هذا قد لا يستمرّ حتى النهاية خصوصاً عندما تأتي إرادة دولية أقوى من أي قرار داخلي. فالبلد بحاجة لحكومة، وإن لم يستطع الحريري تشكيلها في ظل التعنت العوني والشروط التي تفرضها بعبدا لاحراجه واخراجه، فإن الخيارات الأخرى ستكون مطروحة وستفرض نفسها على الجميع، حتى على الحريري نفسه.
ولهذا، فإن البلاد ستكون أمام 3 سيناريوهات تطرح نفسها: الأول إما تشكيل حكومة تجمع المتخاصمين على قاعدة “الكحل أحلى من العمى”، وذلك لتقطيع المرحلة الحالية والحفاظ على التركيبة القائمة. أما السيناريو الثاني فيتمثل باعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة وتكليف بديل عنه سيحظى بالدعم الداخلي سواء منه أو من الأطراف المؤيدة له. وفي ما خص السيناريو الثالث، فسيتمثل في الذهاب نحو انهيار أوسعٍ وأشمل، وسيترافق ذلك مع تفلت أمني واسع في الشارع، وعندها ستكون البلاد قد وصلت إلى حافة الانفجار الكبير.
وإزاء كل ذلك، فإن ما لا يمكن اغفاله هو ما سيحصل على الصعيد الداخلي لإرضاء فرنسا، خصوصاً أن باريس باتت تلعبُ دوراً على الصعيد الاوروبي لبلورة عقوبات قاسية على الأفرقاء السياسيين. وهنا، فإن أغلب الأطراف سوف تستشعر خطر “زعل فرنسا”، لأن ذلك سيؤثر على قدرة لبنان في جذب الدعم المالي له عبر أوروبا.