فصْلٌ جديد من إهدار رياض سلامة لـ دولارات المودعين
المصدر: الاخبار
فصْلٌ جديد يظهر عن إهدار الحاكم رياض سلامة دولارات المودعين، وإساءة استغلال السلطة والنفوذ داخل مصرف لبنان، وعن العلاقة «التشاركية» التي تربط سلامة بـ«كبيرة مُساعديه»، ماريان الحويّك وأدّت إلى مراكمة الأخيرة ملايين الدولارات بسبب موقعها الوظيفي والامتيازات التي يُغدِقُها عليها سلامة. آخر الفضائح المُكتشفة أنّ حاكم مصرف لبنان دفع لموظفة (الحويّك) لديه «عمولة» لقاء تعاقدها مع إحدى الشركات لتنفيذ برامج إلكترونية لصالح مصرف لبنان، سدّد الأخير ثمنها بالدولارات الأميركية «الطازجة». وبما أنّ مصرف البنك المركزي لا يملك مدخولاً بالدولار، فهذا يعني أنّه دفع للحويك والشركة الخاصة من حساب العملات الأجنبية لديه، أي دولارات المودعين.
حصل ذلك بين 2019 و2020، أي في عزّ انفجار الفقاعة المالية والنقدية والاقتصادية في لبنان، و«نقّ» سلامة الدائم بأنّه لم يعد يملك الدولارات الكافية للدفاع عن استقرار الليرة، ولا لدعم استيراد المشتقات النفطية لزوم كهرباء لبنان والسلع الأساسية للسكّان. واستناداً إلى الحجّة نفسها، يرفض «المركزي» تمويل البطاقات التمويلية لتعويض وقف الدعم عن الاستيراد، ويمتنع عن ردّ أموال المودعين إليهم. في المقابل، حدّد سلامة «أولوياته» لمواجهة مرحلة الانهيار: «مدّ يده» إلى دولارات المودعين لتنفيذ مشاريع غير ضرورية في المرحلة الراهنة، ودرّ الأرباح إلى حسابات مُساعدته، التي ورد اسمها في الملفات القضائية المفتوحة ضدّ سلامة في سويسرا وبريطانيا وفرنسا، حيث يُشتَبه فيه بتبييض الأموال واختلاسها.
أداة الحويّك التنفيذية في الفضيحة الجديدة هي شركة «CloudX – كلاود إكس» التي أسّستها سنة 2018، وتولّت تنظيم المؤتمر الدولي السنوي، الذي يعقده مصرف لبنان حول الشركات الناشئة. وظيفة «كلاود إكس» – أو ماريان الحويّك – كانت التعاقد مع شركة «FOO SAL – فوو» لتنفيذ برامج لصالح مصرف لبنان، بمبالغ مُرتفعة، تُدفع حصراً بالدولار الأميركي. مثلاً، حوّل «المركزي» إلى حساب «فوو» في البنك اللبناني الفرنسي مبلغ 421 ألفاً و800 دولار أميركي في 30 حزيران 2020 (فاتورة رقم 146 – 2020). هذه قيمة فاتورة واحدة تلقّتها الشركة، من جُملة فواتير أخرى، لقاء العقد الموقّع بين الفريقين لإطلاق «منصّة صيرفة»، التي لم تكد تبدأ بالعمل عام 2020، حتّى توقفت عن العمل، وها هي الشركة تستعد لإطلاق منصة «صيرفة 2» التي يروّج لها سلامة، منذ أسابيع، لاستخدامها لعمليات الصيرفة لدى المصارف.
شركة «فوو» مُتخصّصة في كلّ ما له علاقة بالأنظمة المعلوماتية والتطبيقات، وخدمات ما قبل البيع وما بعده،
مملوكة من إيلي نصر، وغدي الريّس، وطلال البجّاني، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة «زين»
للاتصالات ورئيسها التنفيذي بدر الخرافي، والرئيس التنفيذي للعمليات المجموعة في «زين» مارك سكوت – جيجنهيمر،
والرئيس التنفيذي السابق لـ«تاتش» ايمري غوركان، والرئيس التنفيذي للشؤون المالية في «تاتش» أسامة متى.
المشاريع التي وقّعت على تنفيذها لصالح مصرف لبنان هي: منصّة صيرفة، العملة الرقمية،
منصّة استيراد المعدات الطبية والأدوية. لم تحصل «فوو» على المشاريع بعد فوزها بمناقصة،
ولا يظهر لماذا تمّ اختيارها دون غيرها لتقديم خدمات موجودة لدى شركات أخرى وبأسعار تنافسية. حاولت «الأخبار»
التواصل مع غدي الريّس وإيلي نصر للاستيضاح منهما عن العقود، التي اطلعت عليها؛ الأول لم يُجِب،
أما الثاني فطلب، بعد معرفة هوية المُتصل، معاودة الاتصال به «بعد ربع ساعة»، ولكنّه لم يعد يجيب!