مقالٌ بريطاني يحذّر العالم: لبنان قنبلة موقوتة!
المصدر: المركزية
نشر موقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) البريطاني مقالا يحذّر العالم، بخاصة الدول السبع الكبرى، من تجاهل لبنان الذي وصفه بأنه قنبلة موقوتة على وشك الانفجار.
وتساءل كاتب المقال ماركو كارنيلوس الدبلوماسي الإيطالي السابق ومبعوث بلاده للسلام في سوريا والشرق الأوسط: هل سيتصرف المجتمع الدولي مرة واحدة بطريقة استباقية، قبل اندلاع أزمة جديدة، ويدعم طرائق بديلة لنزع فتيل انفجار آخر في الشرق الأوسط؟
وقال إنه يبدو من غير المحتمل أن اجتماع قادة مجموعة السبع الكبرى في وقت لاحق من الشهر الجاري سيقدّم أي شيء من هذا القبيل.
وأضاف أن قادة مجموعة السبع تجاهلوا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في اجتماعهم الأخير، فانفجرت القنبلة وكانت لها آثار غير مسبوقة ولا تزال الآثار الكاملة غير معروفة، لكن لا يمكنهم تحمل ارتكاب الخطأ نفسه مع لبنان هذه المرة.
وأوضح أنه مع وجود هذه السابقة المزعجة، يجب أن يكون الشاغل الأول هو تخمين موقع القنبلة الموقوتة التالية، مشيرا إلى أنه ليس بالأمر الصعب.
ولفت كارنيلوس الانتباه إلى أن لبنان يواصل الانزلاق نحو الهاوية،
قائلا إنه كان من المفترض أن يؤدي الشلل السياسي في تشكيل حكومة جديدة بلبنان والانهيار المالي والزيادة الدرامية
في معدلات الفقر إلى إيقاظ المستشاريات الأميركية والأوروبية والعربية الرئيسة، لكن بدلا من ذلك،
كان هناك صمت يصمّ الآذان لا يغتفر، إذ يبدو أن هذه الدول تتجاهل حقيقة أن لبنان يستضيف
مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وإذا انهارت الدولة فلن يتمكن هؤلاء اللاجئون من العودة إلى ديارهم
الأصلية في سوريا وفلسطين، ومن المحتمل أن يتجهوا نحو أوروبا.
وقال إنه منذ الانفجار الهائل في بيروت العام الماضي،
اضطلعت فرنسا بدور قيادي في محاولة لمساعدة لبنان على طي صفحة تاريخه الحديث المضطرب،
وزار الرئيس إيمانويل ماكرون البلاد مرتين وتحدث بحزم، لكن لم يحدث أي تغيير.
وأضاف “يبدو أن لبنان بحاجة إلى خيارات جديدة لرئاسة الوزراء داخل المجتمع اللبناني السنّي المركب،
وقبل كل شيء، التفكير خارج الصندوق لأن الشخصيات السياسية التقليدية ليست في وضع مثالي لتعزيز الإصلاحات
التي تحتاج إليها البلاد بشدة”.
وأشار إلى أنه لا ينبغي أن تكون معايير تحديد الشخصية المناسبة لإخراج لبنان من مأزقه الحالي هي عدد الكتل السياسية
التقليدية والنواب المستعدين لدعمها، وإلا فلن يكون المرشح مصلحا حقيقيا.
المفتاح سيكون تاريخهم السياسي والإصلاحات التي يدعون إليها.
فلبنان، حسب الكاتب، بحاجة إلى شخص من خارج الكتل السياسية التقليدية، مستقل،
وليس له مصالح تجارية داخل البلاد، وفوق ذلك كله،
شخص بمنأى عن السياسات الفاسدة الماضية التي أوصلت لبنان إلى حافة الهاوية.
يجب أن يكون هذا المرشح قادرا على إلهام الجمهور اللبناني المنهك،
ويحذره نواب البرلمان المتخندقون قصيرو النظر، على حد تعبير الكاتب.