عون على مشارف اتخاذ القرارات الكبرى… واللبيب من الإشارة يَفهَم
ليبانون ديبايت” – المحرّر السياسي
قرأت أوساط قصر بعبدا في “انعطافة” البطريرك الماروني بشارة الراعي، والذي وصفته بـ “الوسيط النزيه والمترفّع والمتمكّن”، دلالة على الواقع الذي وصلت إليه عملية تأليف الحكومة، وأكدت أن رئاسة الجمهورية تنتظر، ومن باب الأمل، أن تكون هناك انعطافة أيضاً من “الثنائي الشيعي” ممثلاً برئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما وقف هو والحليف، على أسباب إشعال حرائق متنقّلة من قبل الرئيس المكلّف سعد الحريري، وذلك، كلما اقترب الحل وأتت مبادرة خير وكادت أن تصل إلى خواتيمها السعيدة.
واعتبرت الأوساط، أن هذا الأمر يدلّ على أن ما أتى في الرسالة الرئاسية إلى مجلس النواب، حول “عجز مقيم قد يكون عند الرئيس المكلّف لتأليف حكومة بعد التكليف”، أمراً صحيحاً، ذلك أن هذه الرسالة التي تُقرأ في السطور وبين السطور، حملت كل الدلالات، إذ أنها حرّكت المياه الراكدة، فخرج ما كان مخفياً في داخلها، وكانت المواقف في مجلس النواب، حيث سمع الجميع خطاباً “تهدوياً” من رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وخطاباً نارياً من الرئيس الحريري، موجّهاً ضد رئيس الجمهورية والموقع الأول، وكأنه يقول “كاد المريب أن يقول خذوني”، وأنه من غير الممكن أن يجلس الحريري مع رئيس الجمهورية، وكأنه يقول له “لا تجالسني”.
وأضافت هذه الأوساط، أن اعتقاداً قد ساد بأن مبادرة الرئيس بري، سوف تسكب المياه على الحرائق المفتعلة من الحريري، لكن ذلك لم يحصل، إذ أنه بادر إلى الهجوم المركّز على الرئيس عون، لمجرّد أن باسيل قال: سنُطفىء كل حجة ونذهب إلى تأليف الحكومة، ولو اضطرّ الأمر إلى طاولة حوار لكي تنكشف كل الحقائق. ولفتت إلى أن الحقائق غير معروفة، وأن الحريري يُخفي العجز والرهان أو الشروط الآسرة أو الوعود، بالهجوم على الرئيس عون، وذلك تحت حجّة أن اتفاق الطائف بخطر، كما أسرّ لرئيس الجمهورية، وزير خارجية مصر سامح شكري، وكما قال أيضاً “عقل” الجامعة العربية السفير حسام زكي، إلا أن عون طمأنهم إلى أن الطائف بخير، وهو ينفّذه بكل مندرجاته، وبالتالي، فإن ما يُخشى عليه اليوم، من عدم التنفيذ قد حصل في الماضي حيث كان الإستنساب أو الإنتقاء في التنفيذ.
وفي هذا السياق، قالت الأوساط نفسها، أن الرئيس المكلّف قد أفصح وأخرج سمومه،
وعليه أن يرتاح إذا وجد إلى ذلك سبيلاً، ولكن إن لم يرتَح، وحصلت انعطافة قوية من “الثنائي الشيعي”
صوب الحريري لثنيه عن هذا التمركز والتموضع الهجومي ضد الموقع الأول في الدولة، لن يكون أي رضىً من بعبدا،
فلا يمكن لرئيس البلاد، وهو ليس صاحب الموقع الأول بل الساهر عليه،
أن يتعرّض للهجوم، فالرئيس عون سيبقى ساهراً على هذا الموقع إلى حين تسليم الخَلَف، فهو لن يسلّمه هرطقات دستورية
ولا أعرافاً دستورية على قارعة الدستور، ولن يسلّمه صلاحيات منقوصة أو دستوراً مبتوراً أو اعتكافاً بعد اعتكاف
وضياع وقت بعد ضياع وقت، ولن يسلّمه “تأبيداً لتصريف”.
وكشفت أوساط قصر بعبدا، أن رئيس الجمهورية، على مشارف اتخاذ القرارات الكبرى وهي مُتاحة،
وذلك، إن لم يتمّ الوصول إلى طاولة حوار يجتمع الكلّ حولها، إذ كما قال البطريرك الراعي، “نحتاج إلى حكومة إنقاذ”.
وأضافت أن الرئيس المكلّف قد فهم من حكومة المهمة أنها حكومة الإنتظار،
أي أنه “طالما هناك مهمة من الممكن الإنتظار”، ولكن الشعب مقهور ويفتش عن الخبز والدواء والبنزين ولا يمكنه الإنتظار.
وسألت الأوساط، “هل يمكن لعاقل أن يفكّر أن هذا الأسلوب التهجّمي القوي والرخيص والرديء، سيوصل إلى حكومة إنقاذ؟
وقالت: “فهمنا أنه مرشّح طبيعي لأهل الجماعة والسنّة، ولكن عليه بالإتفاق مع رئيس جمهورية بولاية كاملة”.
وسألت عن أسباب رفع السقوف وعن الفائدة من ذلك، مؤكدة أن رئيس الجمهورية قد آل على نفسه أن يراكم الإيجابيات،
منعاً للفتنة ومنعاً لاستغلال أي موقف يصدر عنه”. واستدركت معلنة أن “الرئاسة أصبحت على مفترق طرق،
واللبيب من الإشارة يفهم، وإلى أي فئة انتمى، فموقع رئاسة الجمهورية هو خط أحمر،
ولأسباب كثيرة لن يتمّ التوسّع في تفصيلها، ذلك أن الرئيس عون هو حامي الرئاسة اليوم”.